مثّل إعلان شركة ميتا Meta مؤخرًا عن إطلاق نظارة الواقع الافتراضي VR تحت اسم Quest Pro نقلة نوعية في تغزيز الواقع الافتراضي، أو ما يعرف بالـ«ميتافيرس»، إذ ستتيح للمستخدمين التفاعل مع بيئات افتراضية على خلفية العالم الواقعي المحيط بهم، فيمكن استخدام تلك النظارات في مجالات عدة، كالطب النفسي، من أجل القضاء على الاضطرابات النفسية المختلفة كالشعور بالفوبيا من شيء محدد ومشاكل الرهاب الاجتماعي، وغيرها.
في هذا الشأن، أوضح خالد يسري، استشاري الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي، لـ«»، أن لتقنية الميتافيرس استخدامات طبية عديدة، حيث اعتمدت أوكرانيا عليها في إجراء العمليات الطبية من خلال متابعة وإشراف الخبراء الأجانب للعملية عن بُعد: «بدل ما الخبير يزور البلد بيشرف على العملية من خلال تقنية الميتافيرس، وبيدي تعليماته للطبيب الموجود مع المريض»، وبجانب ذلك تم استخدام التقنية في العلاج النفسي كعلاج الرهاب الاجتماعي، وعلاج الفوبيات كـ«فوبيا ركوب الطائرات وفوبيا الأماكن المُغلقة».
استخدام نظارات الميتافيرس في علاج فوبيا المرتفعات
وتابع أن فكرة استخدام تقنية «الميتافيرس» في العلاج النفسي تطورت من استخدامها في تدريب الطيارين على قيادة الطائرة، إذ تم استخدام تلك النظارات في بادئ الأمر لتعليم الطيارين خطوات قيادة الطائرة في العالم الإفتراضي، وكيفية تلافي الحوادث والتعامل مع الأزمات، حتى قرر العلماء تطوير تلك التقنية واستخدامها في العلاج النفسي خارج مصر: «المريض اللي بيعاني من فوبيا المرتفعات مثلا بيلبس النظارة وبيواجه مخاوفه كأنه في الموقف الحقيقي لحد ما يتغلب على مشكلته بالتدريج»، وكذلك الأمر بالنسبة لمريض الرهاب إذ تُهيئه نظارة الميتافيرس للتعامل بأريحية مع البشر من خلال الواقع الافتراضي.
الدكتور فرويز: لا يمكن الاعتماد على تقنية الميتافيرس وحدها في العلاج النفسي
تقنية «الميتافيرس» قد تساهم في مرحلة من مراحل العلاج النفسي، لكن لا يمكن الاعتماد عليها كليًا، وفق حديث الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، لـ«»؛ لأن المخاوف والضغوط النفسية التي يُعاني منها الإنسان تتسبب في حدوث مشاكل بالناقلات العصبية بما يتطلب علاج دوائي، كما يحتاج المريض إلى تواصل مع الطبيب النفسي من أجل تهيأته سلوكيًا ونفسيًا لمواجهة أزمته.
وأوضح «فرويز»، أن الإنسان قد لا يستطيع التعبير عن مشاعره ومخاوفه الداخلية عند معاناته من أحد المشكلات، بما يجعله يُسقط تلك المخاوف على أشياء أخرى تظهر في صورة فوبيات على سبيل المثال: «المريض بيعمل إحلال وإسقاط على أشياء بعيدة عن مشكلته، بما يستدعي بحث الطبيب النفسي عن أصل مشكلته الحقيقية، وليس الاعتماد على تقنية ميتافيرس وحدها في العلاج».