لم يكن البطل الأول يوما، لكنه قدم للجمهور أدوارا جرى اختيارها بعناية فائقة عاشت في أذهان الجميع، بعضها تحول لحقيقة، وكأنه كان يجسد المستقبل ويعيش واقعية الفن، إنه الفنان يوسف فوزي الذي يحل ذكرى ميلاده في مثل هذا اليوم 16 يوليو عام 1945، ليجسد بعدها أدوارا صنعت نجوميته وتنبأت بما هو قادم.
أعمال يوسف فوزي تجسد الواقع وتتنبأ بالمستقبل
على مدار ربع قرن مضى جسدت أعمال يوسف فوزي الواقع والمستقبل، ولعل آخرها عام 2010، حينما جسد دور الدكتور «الشواف» في فيلم «اللمبي 8 جيجا»، والذي لعب خلاله شخصية دكتور استغل تعرض بطل العمل لحادث، وركب شريحة ذكية داخل مخه، يحمل عليها ملفات قانونية، تساعده في نجاحه عمليًا كمحامي، والتقرب من زوجته، الأمر الذي رآه الناس آنذاك خيال علمي للمؤلف وأمر مستبعد حدوثه في الواقع أو حتى مستقبلا.
شريحة في رأس الموضى.. اختراع دكتور «شواف»
ولكن عقب مرور سنوات قليلة فقط على إنتاج الفيلم، أعلنت شركة «نيورالينك»، المتخصصة في علوم الأعصاب، عن تجربة حية، لأول جهاز يتحكم في المخ من خلال رقاقات حاسوبية تزرع في الرأس، تمّ خلالها استخدام خنزير للتجربة ونجحت، ومنذ أيام حصلت الشركة رسميًا على الموافقة لتجربتها على البشر، ما فعله «الدكتور الشواف» أو يوسف فوزي خلال أحداث فيلم «اللمبي 8 جيجا» قبل 13 عامًا، حينما جرى تركيب شريحة في مخ «اللمبي».
شلل الرعاش.. عاشه يوسف فوزي مع «الدكتور عوني» قبل أن ينتقل له
صاحب الـ78 عاما، يعد أحد الوجوه المألوفة لدى جمهور السينما والدراما بأعماله الجيدة، ما جعله يشارك في العديد من الأعمال التي اختيرت بعناية، والتي سارت بعد ذلك محاكاة للمستقبل، مثل مسلسل «أوبرا عايدة» قبل 23 عاما، والذي قدم خلاله شخصية «الدكتور جلال عوني»، الطبيب الذي ظهر في أكثر من مشهد وهو يسر بطريقة غير متزنة وجسده يرتعد، في تجسيد رائع لإصابته بشلل الرعاش.
وبعد مرور نحو 20 عاما على تجسيد «فوزي» لهذا الدور، أصيب الفنان نفسه بهذا المرض، ما اتضح عقب ظهوره في لقاءات تلفزيونية ومقابلات صحفية، وسط دعم كبير من زملائه في الوسط الفني، ما اعتبره البعض صدفة قدرية عجيبة وتجسيد الفن للمستقبل.