على الرغم من اعتقاد كثيرين بأن كثرة التثاؤب أثناء الصلاة أو قراءة القرآن الكريم دليل على الحسد، إلا أنه على الأغلب يكون ذلك شعورًا وهميًا، ويكون السبب الأساسي لذلك الإصابة بالكسل والخمول الشديد، لا سيما أثناء تأدية الصلاة في وقت متأخر من اليوم وصلاة الفجر، ما يطرح سؤالًا هل كثرة التثاؤب أثناء الصلاة يبطلها؟
كثرة التثاؤب أثناء الصلاة
تلقى الشيخ محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، أثناء حديثه في بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» سؤالًا عن هل كثرة التثاؤب أثناء الصلاة يبطلها، ليجيب قائلًا أن كثيرًا من الناس يعتقدون أن كثرة التثاؤب عند قراءة القرآن الكريم يشير إلى أنهم محسودون وهذا لا صحة له من الأساس، وأن مَن تثاءب خلال قراءة القرآن فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
وأضاف «شلبي» أنه من الأفضل للمؤمن أثناء الصلاة أن يحاول دفع الكسل والتثاؤب عنه حتى لا يشغله ذلك عن الصلاة، وذلك من خلال وضع قلبه بين يدي الله والتحلي بالخشوع: «التثاؤب مكروه وهو من الشيطان مثلما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا تثاءب الإنسان فليكتم ما استطاع وليضع يده على فيه، وهو ينشأ عن الكسل والضعف».
هل كثرة التثاؤب أثناء الصلاة يبطلها؟
وعما إذا كانت كثرة التثاؤب تبطل الصلاة أم لا، أوضح الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التثاؤب أثناء الصلاة لا يبطلها وإن كان مكروهًا: «ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمرنا معشر المسلمين بأن من أصابه مثل ذلك في الصلاة -أي تثاءب-، فليدفعه ما استطاع.. لكن هذا لا علاقة له بصحة الصلاة فتصح الصلاة فى الحالتين».
وعن كيفية التخلص من التثاؤب أثناء تأدية الصلاة، أوضح «وسام» أن السنة للمؤمن في حال التثاؤب أثناء الصلاة أن يكافحه بإحضار قلبه وخشوعه بين يدي الله، واستحضاره أنه في مقام عظيم لعله يسلم من التثاؤب، لافتًا إلى أن التثاؤب من الشيطان، وأنه فكلما قوي إحضار القلب بين يدي الله والخشوع بين يدي الله وتذكر أن التثاؤب من الشيطان، كلما ساعد ذلك على التخلص من التثاؤب وتأدية الصلاة بخشوع وقوة وتركيز.
تأدية الصلاة بنشاط وخشوع
وتعتبر الصلاة من أعظم العبادات في حياة المسلم، بل وهي عمود الدين بالنسبة له، ولذلك يجب على المسلم تأديتها بنشاط وخشوع، وفقًا لـ«وسام»، وأنها من العبادات والطاعات التي لا تسقط عن الإنسان بأي عذر، لذا عليه أن يحرص على أدائها، لافتًا إلى أن المبادرة لأداء الصلاة فور سماع الأذان هي أفضل الطرق للتغلب على التكاسل عن الصلاة: «مع الوقت سيسهل على الشخص أداء الصلاة، وبالتعود سيزول التكاسل عنها، فلا يوجد اختراع يجعل الشخص يقوم للصلاة رغمًا عنه، وإنما لابد أن يكون بداخله وازع داخلي ودعوة من نفسه وأيضًا بالتعود».
وأضاف: «ويمكن للمسلم أن يردد بعض الأدعية الدينية للتخلص من الكسل أثناء الصلاة، منها: عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ. أخرجه البخاري في صحيحه».
التخلص من الكسل في الصلاة
كما تلقى الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، سؤالًا عبر اذاعة القران الكريم حول كيفية التخلص من الكسل في الصلاة، وكانت إجابته أنه كلما ابتعد العبد عن ارتكاب الذنوب والمعاصي ساعده الله على التحلي بالنشاط والهمة في تأدية الصلاة والعبادات المختلفة.
«عليك بتقوى الله فكلما ابتعدت عن الذنوب كلما يسرلك الله التقرب والنشاط»، لافتًا إلى أن عدم التأخير وانتظار الغد لفعل ما يريد العبد هو أفضل شيء للتخلص من الكسل والضعف، مضيفًا: «علينا أن نردد دعاء النبي لإزالة هذا الكسل قال صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ».