المعاناة أمام كورونا المستجد، لا تقتصر على مواجهة الفيروس فقط، للنجاة بصعوبة من أعراضه التي تؤثر على الجسم بأكمله، وإنما تمتد بعد التعافي أيضا، فيما يعرف بمتلازمة ما بعد كورونا، والتي تصل للإصابة بأمراض مزمنة، وأيضا التأثير على الحالة النفسية، ما يصل حد «جنون العظمة».
طبيب نفسي: العزل المنزلي يصيب البعض بجنون العظمة
وهو ما ظهر في بعض الحالات التي تم عزلها منزليا لفترة طويلة بسبب كورونا، وفقا للدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، قائلا إن الإنسان عندما يتعرض للعزل المنزلي إثر الإصابة بفيروس كورونا، يشعر بما يسمى «الوحدة النفسية»، نتيجة عدم تواصله مع ذوي القربى جيدا، مما يُغير نمط الحياة التي يعيشها في فترة العلاج.
وخلال مداخلة «هندي» عبر تطبيق زووم لبرنامج «صباح الخير يا مصر» الذي يذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية، شرح طرق التغلب على الاكتئاب في فترة العزل، والتي تبدأ باختيار أفضل الغرف في المنزل وتكون مجهزة بكل شئ يحتاجه من مياه وتليفزيون، ومتاح بها كل سبل التواصل مع العالم الخارجي لأهميتها في تقليل شعور المريض بالعزلة الاجتماعية.
وتابع أن مريض كورونا قد يصاب بمرض عقلي بعد الشفاء، لأن الفيروس يمكنه إصابة أكثر من عضو في الجسم، فضلا عن وجود أبحاث نفسية تثبت أن بعض المصابين يتعرضون لمرض جنون العظمة «بارانويا».
تجنب المواساة وتغليب المرح
إضفاء جانبا من البهجة والمرح في الحديث مع المريض، جزءً مهما أكد عليه استشاري الصحة النفسية في التعامل مع مصاب كورونا، إذ يجب ألا يقتصر الكلام معه على المواساة فقط، وألا يتم غلق باب الغرفة عليه، فيما يتم استبداله بوضع مشمع على باب الغرفة لعدم شعور المريض بالعزلة ولإتاحة الفرصة لكي يرى أسرته من الخارج ويتواصل معهم، بالإضافة إلى استبدال الأواني والأكواب الزجاجية بأخرى بلاستيكية.
ومن بين أسباب تدهور الحالة النفسية أيضا، بحسب شرح الاخصائي، هو أن المريض يفقد بين 10% و15% من وزن جسمه، وهو ما يجعله يصاب بالهزال والضعف البدني والإجهاد والتعب من أقل مجهود بعد التعافي، كما يشعر بصعوبة في التنفس والبلع، وقد يخسر نحو 10% من عضلاته، وكل ذلك يسبب له نوعًا من الكآبة النفسية ويجعله في نوبات اكتئاب متتالية.
المشاركة في حل المشكلات
ولتجنب تلك الأعراض المرضية، قدم الدكتور وليد هندي عدة نصائح مهمة، منها ضرورة مشاركة مريض ومتعافي كورونا في حل مشاكل الأسرة، لكي يشعر أنه ما زال يتمتع بالقدرة على العطاء والتواصل الاجتماعي، ما يرفع روحه المعنوية وبالتالي القدرة على الاستشفاء بشكل أسرع، بالإضافة إلى أهمية الابتعاد عن الوسائل التي تؤدي للإحباط لأن ذلك ممكن يرفع للمريض معدل التوتر والقلق.
ونصح أيضا بتجنب الشعور بالقلق، والاعتقاد بأنّ الحياة والموت يرتبطان بالإصابة بمرض كورونا، إذ أن كل الأبحاث العالمية أثبتت أن الحاصلين علي لقاح كورونا يرتفع لديه الشعور بالكفاءة النفسية.