تعد تلاوة القرآن الكريم واحدة من الأمور المستحبة، التي يحرص المسلم عليها، وأحيانا يضطر المسلم أثناء تلاوة القرآن الكريم، إلى التحدث في بعض الأشياء التي لا يمكن تأجليها مثل الرد على السلام على سبيل المثال، فيتسائل الكثيرون حول جواز التحدث أثناء تلاوة القرآن الكريم أم لا؟.
يعد رد السلام واحد من الأمور المستحبة، التي يحرص المسلمون على فعلها، إلا إن البعض يظن كون الأمر واجبًا في كل الحالات، إلا إن دار الإفتاء المصرية تشير وجود بعض الحالات الاستثنائية التي لا يستوجب فيها رد السلام.
حكم إلقاء السلام ورده
قد أجمع الفقهاء على أنَّ إلقاءَ التحية والسلام سُنَّةٌ مُرغَّبٌ فيها، وأنَّ رَدَّه واجبٌ في حق المنفرد؛ لقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86].
قال الإمام ابن حزم: “واتفقوا على أنَّ المارَّ مِن المسلمين على الجالس أو الجلوس منهم، أنَّه يقول: السلام عليكم، واتفقوا على إيجاب الردِّ بمثل ذلك].
وقال الإمام القرطبي: “أجمع العلماء على أنَّ الابتداءَ بالسلام سُنَّةٌ مُرَغَّبٌ فيها، ورَدَّه فريضة”.
حكم رد السلام على قارئ القرآن الكريم
رَدَّ قارئِ القرآنِ الكريم للسلامَ على مَن يُسَلِّمُ عليه مشروعٌ، والخلاف فيه دائرٌ بين الوجوب وعدمه، فيَسَعُ الرجلَ المذكورَ رَدُّ السلام أو عدمُه، مِن غير إثمٍ عليه في ذلك ولا حرج، لكن إذا عَلِم أنَّ ترك الردِّ قد يترتب عليه أثرٌ سلبيٌّ في نَفْس المُسَلِّم عليه، فالردُّ حينئذٍ أَوْلَى ولو إشارةً باليد؛ جبرًا لخاطِرِه، وحفاظًا على روح المحبَّة، وتعميقًا لأواصر الأُخُوَّة، كما سبق بيانه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» أخرجه الإمام مسلم.