في شهر سبتمبر من كل عام يبحث الكثيرون عن لقاح الأنفلونزا الموسمية للوقاية من نزلات البرد، التي تأتي بأعراض مختلفة وتجعل الشخص غير قادر على أداء مهامه الروتينية بشكل طبيعي، ومع استمرار تفشي الفيروس التاجي ودخول مصر في الموجة الرابعة من «كوفيد 19» ووسط مخاوف من متحور «دلتا بلس»، يتساءل البعض حول ما إذا كان هناك تعارض بين لقاحي كورونا والأنفلونزا.
ويجيب الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، عن ذلك السؤال، لافتًا إلى أن لقاحات الأنفلونزا الموسمية تُستخدَم بأمان منذ أكثر من 50 عاماً، ويمكن تلقيها مع أي من اللقاحات الأخرى في نفس الوقت، أو في أي وقت قبل أو بعد أي لقاح آخر، فلا يوجد اشتراط لمدد زمنية فاصلة محددة بينه وبين أي لقاح آخر، فيما عدا لقاحات كورونا، لافتًا إلى أنه طبقًا لتوجيهات وزارة الصحة في مصر يُنصح بالفصل بين لقاحي الأنفلونزا الموسمية وكورونا لمدة 14 يومًا.
هل هناك تعارض بين لقاح كورونا والأنفلونزا الموسمية؟
وشرح «بدران» بأنه لا يوجد دليل علمي على أن التطعيمين يتفاعلان مع بعضهما البعض، وسبب الفصل أسبوعين بين اللقاحين، هي توصية احترازية تسمح بالسلامة والمراقبة المناسبة لكلا اللقاحين، تجنباً لحدوث أي آثار جانبية لأحدهما فسيكون من الواضح أيهما إذا كان هناك فترة زمنية مناسبة بين اللقاحين: «لو كان الوقت ضيق ولازم الشخص ياخد اللقاحين مع بعض، مفيش مانع من التطعيم ضد كورونا والأنفلونزا مع بعض، أي يمكن الحصول على لقاح الأنفلونزا مع لقاح كورونا في وقت واحد بشرط أن يكون كل لقاح في ذراع».
ونصح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، بالتطعيم ضد الأنفلونزا مبكراً قبل سبتمبر حتى آخر أكتوبر، ولا يمنع بعد ذلك.
الفئات الممنوعة من تناول لقاح الأنفلونزا الموسمية
وهناك فئات ممنوعة من تناول لقاح الأنفلونزا الموسمي، وهي:
- الأقل من ستة شهور من العمر.
- الذين تعرضوا للمعاناة من حساسية شديدة للتطعيم في مرة سابقة.
- من يعانون من حساسية مفرطة في تناول البيض.
- من سبق وأصيبوا بالتهاب في الأعصاب بسبب التطعيم.
ويؤجل التطعيم بلقاح الإنفلونزا حال الإعياء الحاد، أو العدوى المصحوبة بارتفاع بدرجة حرارة الجسم.. ويحقن اللقاح إما فى عضلة الفخذ الأمامية وإما فى عضلة الكتف، ويحظر تمامًا حقن أي لقاح بعضلة المقعدة الخلفية.
والتطعيم ضد الأنفلونزا لا يقي من كورونا، لكنه يمنع حدوث المسار الحاد للمرض عند الإصابة بالفيروس، حيث كشفت دراسة حديثة اعتمدت على مراجعة البيانات الصحية لـ73 ألف مريض أصيبوا بعدوى فيروس كورونا، وتبين أن احتمال المرور بمسار حاد لمرض «كوفيد- 19» ومضاعفاته مثل الجلطات أو السكتات الدماغية أو تسمم الدم، يبقى ضئيلًا في المرضى الذين تم تطعيمهم ضد الأنفلونزا.
الحداد: اللقاحان آمنان تمامًا
ومن جانبه أوضح الدكتور أمجد الحداد، استشاري المناعة، أن لقاحي كورونا والأنفلونزا آمنين تمامًا، ولا مانع من أخذ القاحين بشرط أن يكون الفاصل بينهما 15 يومًا أو أسبوعين.
ونصح «الحداد» بضرورة أخد لقاح كورونا لتجنب المضاعفات الخطيرة للفيروس التاجي، وعن لقاح الأنفلونزا فهو آمن تمامًا ويتم أخذه منذ سنوات عديدة.