المواقف المؤلمة في حياة الإنسان التي يتعرض لها من بعض الأشخاص، تدفعه أحيانًا على الدعاء عليهم من قلوبهم، حتى أنّ البعض أحيانًا ما يلجأ إلى أداء ركعتين لله خصيصًا من أجل الدعاء على من أذوه أو تعرض بسببهم إلى الظلم، وقد يصل الحال ببعض الأشخاص إلى الدعاء على من تسبب لهم بأذى أو ظلم باللعنات، ويتساءل الكثيرون عن حكم الدعاء على الأشخاص الظالمين وهل هناك إثم في ذلك أم لا.
هل يجوز الدعاء على الآخرين؟
وبحسب ما أوردت دار الإفتاء عبر موقعه الإلكتروني، فإنّ سلوك الظلم والأذى فيه وخروج عن طاعة الله ورسوله، ولكن يستحب أن تردّ الإساءة بالمعروف، وأن تدعو لهذا الشخص بالهداية لعله يتوب، وتذكر قول الله تعالى: «وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ • وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ»، ولا ينبغي الدعاء على الشخص بالمرض؛ لأنه إيذاءٌ للمسلم وضررٌ به.
على المسلم مقابلة السيئة بالحسنة
وتقول دار الإفتاء إنّه ينبغي للمسلم أن يردَّ هذه الإساءة بالمعروف، وأن يقابل السيئة بالإحسان؛ اقتداءً بفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتجنب الدعاء على الشخص الذي تسبب لك في أذى أو ضرر بالمرض لأن ذلك إيذاءٌ للمسلم وضررٌ به؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ضر ولا ضرار» رواه الإمام مالك.
وكان الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بدار الإفتاء، أشار إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تدعوا إلا بالخير»، مؤكدًا أنّ الشخص عند الدعاء أجابه ملك يقول له ولك بالمثل، فإذا ما دعا الإنسان بالخير لأحد الناس فإنّ الملك يدعو له بمثل ما دعا وإن دعا على غيره بالشر فإنّ الدعوة ترد على الداعي، قولًا واحدا.
وقد ورد ذلك في الحديث النبوي الشريف عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ» (صحيح مسلم)، إذ أنّ دعاء الملائكة في حديث الرسول من باب التحفيز على الدعاء بالخير للغير.