شهر ذي الحجة هو الشهر الثاني عشر في التقويم الهجري، وهو أحد الأشهر الحرم التي نهى اللهُ عن الظلم فيها تشريفًا لها، وهو الشهر الذي تؤدى فيه فريضة الحج، كما يشتمل على أفضل الأيام؛ فالأيام العشرة الأولى أفضلُ أيام السنة، لاجتماع أمهات العبادات فيها، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يأتي ذلك في غيرها من أيام السنة؛ فقد أقسم اللهُ تعالىٰ بهذه الليالي فقال: «وَالفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ».
صيام بعض أيام من ذي الحجة
ونظرًا لقدوم التسع الأوائل من ذي الحجة في درجات حرارة مرتفعة، أحيانًا ما يواجه البعض صعوبة في إتمام صيام الأيام التسعة كاملة، ويقتصر الأمر على اليوم الثامن «يوم التروية» وأحيانًا اليوم التاسع «يوم عرفة»، وهو ما أثار تساؤل البعض، وأجاب عليه الدكتور محمد عبدالسميع، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء.
ونص السؤال الذي ورد إلى دار الإفتاء على «هل يجب صيام العشرة من ذي الحجة كاملة؟»، ليجيب «عبدالسميع» على السائل، قائلًا: «مفيش مانع من صيام ما تقدر عليه، لأن التسع أيام والعشر ليالي التي تنتهي يوم العيد لهم ثواب عظيم، وكل ما يقدر عليه الإنسان من طاعة وأي عمل يقربه إلى الله يفعله».
وضرب الدكتور محمد عبدالسميع أثناء حديثه مثالًا، قائلا إنّ بعض المسلمين يصومون يومًا ويوم، وأحيانًا يشرع البعض في الصيام بداية من اليوم الثالث من ذي الحجة، أو يقتصر الصيام فقط على يوم عرفة الذي يعدّ أعظمها كونه يكفر عن ذنب عام ماضي وآخر آتي، فهو أمر جائز، حيث يمكن أن يصوم أي فرد على حسب طاقته دون شروط.
حكم صيام يوم عرفة منفردًا
وأوردت دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني، أنّه لا يجب على المسلم لكي يصوم يوم عرفة أن يصوم الأيام الثمانية التي قبله؛ حيث ورد في الحديث الشريف استحباب صوم يوم عرفة من غير اشتراط اقتران صومه بصوم ما قبله؛ فروى مسلمٌ في «صحيحه» عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».