مهمة مدتها سبع سنوات على وشك الوصول إلى المرحلة الأخيرة، لدراسة «بينو»، الكويكب الذي وُصف بأنه أخطر صخرة في النظام الشمسي، إذ تعيد المركبة الفضائية أوزوريس- ريكس إلى عينات «التربة» التي التقطتها من سطح الكويكب بينو، قبل اصطدام الكويكب بالأرض، وسيتم إسقاط هذه المواد بواسطة مسبار ناسا أثناء مروره بالقرب من الأرض يوم الأحد.
وكالة ناسا في مهمة لتجنب اصطدام كويكب بالأرض
وبحسب مجلة «space» العلمية، فإنّ علماء وكالة ناسا كشفوا أنّهم في المرحلة الأخيرة من مهمتهم لتجنب اصطدام كويكب بالأرض بقوة تعادل 22 قنبلة ذرية، إذ يعد كوكب بينو، الذي تم اكتشافه عام 1999، كويكبًا نادرًا من النوع B غنيًا بمواد الكربون التي يعتقد أنها تحتوي على مركبات كيميائية من العصور الأولى للنظام الشمسي، علاوة على ذلك، فإن مداره يجعل من «بينو» الذي يبلغ عرضه 1614 قدمًا (492 مترًا) أخطر كويكب معروف في النظام الشمسي.
وبحسب المجلة العلمية، فإنّ «بينو» كبيرا بما يكفي لإحداث دمار كبير على الأرض، فإن الصخرة الفضائية إذا ضربت الكوكب ستحدث حفرة يبلغ عرضها عدة أميال على سطح الكوكب. ومن شأن الاصطدام أن يؤدي أيضًا إلى حدوث زلزال وموجة صادمة عبر الغلاف الجوي للأرض، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك معًا إلى إتلاف المباني على بعد مئات الأميال من موقع الاصطدام.
OSIRIS-REx, NASA’s mission to land on an asteroid and bring back bits of Bennu, is set to return to Earth on 24 Sept.
NASA has been preparing by dropping a mock-up of OSIRIS-REx’s sample capsule from an aircraft in the desert outside Salt Lake City. pic.twitter.com/oTdsEVERqC
— National Space Centre (@spacecentre) September 17, 2023
وهذه الصخرة الفضائية تمر بالقرب من كوكب الأرض كل ست سنوات تقريبًا، والخبر السار هو أن فرص اصطدام الصخرة بكوكبنا في أي وقت قريب ضئيلة للغاية.
تُظهر نماذج المسارات المدارية لكل من «بينو» و«الأرض»، أن مسارات الجسمين قد تتقاطع في عام 2182، وعلى الرغم من أنّها لن تتقاطع على الأرجح فاحتمال الاصطدام في تلك السنة تقدر بـ1 في 2700، وحتى لو تحققت هذه الاحتمالات المنخفضة- أو أن النماذج المنقحة تشير إلى تزايد المخاطر- فلا يزال لدى المهندسين والعلماء متسعا من الوقت لمعرفة كيفية التعامل مع «بينو». ستلعب البيانات التي تم جمعها بواسطة OSIRIS-REx دورًا رئيسيًا في تشكيل مهمة انحراف بينو المحتملة إذا لزم الأمر.
ومن المقرر أن تصل عينات الكويكب من مهمة OSIRIS-REx إلى الأرض هذا الأسبوع، وتهبط في صحراء يوتا في 24 سبتمبر بحسب «BBC»، إذ قام خبراء الأرصاد الجوية في منطقة يوتا للاختبار والتدريب بوضع بالونات الطقس في الأيام الأخيرة للحصول على أحدث المعلومات للمساعدة في التنبؤ بموقع الهبوط النهائي، ستقضي الكبسولة خمس دقائق متدلية على مزلقها الرئيسي، لكن مع توقع هبوب رياح خفيفة، فمن غير المرجح أن يتم دفعها بعيدًا عن مسارها.
OSIRIS-REx. No, not an Egyptian dinosaur. It’s a NASA mission to the asteroid Bennu which is bringing a sample back to Earth this Sunday.
Here’s your beginner’s guide to the mission and why it’s so exciting: https://t.co/NTwsXwzcWV pic.twitter.com/HFWEo8u1Gd
— National Space Centre (@spacecentre) September 21, 2023
كوكب بينو لا يُشكّل أي خطورة على الأرض
وكانت مهمة OSIRIS-REx قد درست «بينو» عن قرب لمدة عامين، ولا يزال العلماء يدرسون المعلومات التي جمعتها هناك، وسيعملون على دراسة عينة الكويكب الخاصة بالمهمة، وقالت لوريتا الباحث الرئيسي في المهمة: «أعتقد أن الناس في المستقبل سيكونون مجهزين جيدًا للتعامل مع بينو، خاصة بسبب الكم الهائل من المعلومات التي جمعناها في بينو، أحب أن أفكر في ذلك كأحد هدايانا للأجيال القادمة».
ويقول الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، ورئيس الرابطة العربية للفلك وعلوم الفضاء، إنّ وكالة ناسا لم تعلن عن أي موعد بشأن اصطدام كويكب بالأرض، إذ لا يُشكل كوكب بينو أي خطورة على كوكب الأرض، فهو كغيره من الكواكب التي تدور في مسارها وتقوم عليه الأبحاث والدراسات.
وأضاف «القاضي» في حديثه لـ«»، أنّ «بينو» يقع في مسافة تقدر بـ20 مرة ضعف المسافة بين الأرض والقمر، لذا فهو بعيد تمامًا عن كوكب الأرض، كما أنّ المسافة التي يقطعها في مساره تجعله يقترب من كوكب الأرض خلال 120 عامًا من الآن.