| هل يمكن لـ ChatGPT الحد من انتشار الوباء القادم؟.. علماء يجيبون

أصبحنا في الآونة الأخيرة نرى عنوان الذكاء الاصطناعي في كل شيء حولنا، فشهدناه يجتاز الامتحانات القانونية والطبية العليا، ويكتب كتبًا للأطفال في ساعات قليلة، بل ويجري مقابلات عمل، والآن يعتقد الخبراء أن ChatGPT لديه القدرة على إنقاذ البشر من الوباء التالي سواء كان متحور كورونا الجديد أو أي وباء من المحتمل انتشاره، فوجد الباحثون في جامعة فرجينيا التقنية أنهم يمكنهم استخدام روبوت يعمل بالذكاء الاصطناعي وموصل بـ«ChatGPT» لمحاكاة انتشار الفيروسات، ويقوم بعد ذلك بتحليل البيانات تحليلات رياضية لاستخراج النتائج الفعالة.

بلدة خيالية من نسج خيال ChatGPT

أنشأ الفريق البحثي بلدة خيالية في الولايات المتحدة تضم 100 شخص لمعرفة كيف سيتفاعلون مع تفشي الوباء، عن طريق استخدامهم ChatGPT في استخراج أسماء وأعمار والسمات الشخصية مختلفة للأشخاص الذين يعيشون في البلدة، بل وتسميتها بـ«Dewberry Hollow»، وادعى العلماء بأن فيروسًا خياليًا يدعى «كاتسيت» قد ضرب البلدة، وأظهرت التجارب أن الأفراد كانوا أكثر احتمالًا أن يلتزموا بالحجر الصحي الذاتي عند إبلاغهم بمعلومات صحية اجتماعية، وأخبارًا عن الوباء وعدد الحالات النشطة اليومية، ويأتي نموذج محاكاة الوباء في ظل ارتفاع حالات الإصابة بمتحور كورونا الجديد في العديد من البلاد، بل وعودة بعض المؤسسات الحكومية إلى فرض ارتداء الكمامات بشكل إجباري، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية.

وأشار الفريق البحثي المشارك في الدراسة إلى أنهم لم يمنحوا ChatGPT معلومات كثيرة، فأعطوه معلومات مثل اسم الفيروس “كاتسيت” وأنه من النوع المعدي بين البشر والذي ينتشر عبر الهواء ولكن لم يتحدد درجة فتكه، ويحذر العلماء منه من احتمالية وقوع وباء، ومن ثم حدد معهم ChatGPT معلومات عن الأشخاص التي تتكون منهم العينة مثل، ليزا التي تبلغ من العمر 29 عامًا وهي شخصية مشتبه بها، ومترددة، وغير عدوانية، ومستقلة، بينما لدى كارول البالغة من العمر 36 عامًا سمات التعاون والهدوء، ولتوفير تنوع في عينة البحث قام الفريق بإضافة يوجين – الذي يبلغ من العمر 64 عامًا وهو شخص قاسٍ وقاطع وعفوي، ومن ثم تم إجراء مجموعة من الاختبارات الثلاث عشر، حيث تم تنفيذ كل تجربة عشر مرات.

تقسيم عينة البحث الخيالية لمجموعات بحسب رد الفعل

وتم تقسيم عينة البحث إلى 3 مجموعات، مجموعة التحكم الأساسية ومجموعة ردود الأفعال الذاتية، ومجموعة ردود الأفعال الكاملة، وخلال مجموعة التحكم الأساسية يتم إبلاغ الوكلاء عن البلدة عن شخصيات من في البلدة وأعمارهم وأعمالهم، و أنه تم انتشار الفيروس خلال هذه الحالة، ولكن الشخصيات أو الوكلاء يجب عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيبقون في المنزل وعدم التفاعل مع الآخرين، وفي حالة ردود الفعل الصحية الذاتية، بالإضافة إلى معلومات مجموعة التحكم الأساسية، يتم إبلاغ الوكلاء عن الأعراض الصحية التي يعانون منها، والتي يمكن أن تؤدي إلى حجر ذاتي عن طريق البقاء في المنزل، لأن الباحثون في الدراسة يفترضون بأن بعض الوكلاء يمارسون العزلة الذاتية استنادًا إلى المعلومات حول أعراضهم، والتي يجب أن تقلل في المقابل من معدل العدو. أما بالنسبة لمجموعة رد الفعل الكاملة يقرأ الوكلاء الأخبار اليومية، بما في ذلك معلومات حول نسبة الأشخاص في البلدة الذين أبلغوا عن أعراض “كاتسيت” بدون محاولة السيطرة عليهم أو توجيههم، وذلك أيضًا لافتراض الباحثون أن بعض الوكلاء يمارسون العزلة الذاتية، سلوك يرتبط بمعلومات عن انتشار المرض في البلدة، وبالتالي، تتشابه أنماط انتشار الفيروس مع أنماط التذبذب.

بمساعدة ChatGPT يمكن الحد من انتشار الأوبئة

ولوحظ من التجربة أن “يستطيع الوكلاء بشكل جماعي تخفيف معدل انتشار الوباء، ويعيد النظام تكوين أنماط مختلفة للوباء، بما في ذلك الموجات المتعددة والحالات الوبائية المستمرة”، كما وجد الفريق أن الوكلاء سيقومون بأداء مماثل للوكلاء القائمين على القواعد الذين يتحملون الأوامر بدون معلومات، مثلما هو الحال في مجموعة التحكم الأساسية، وعند إبلاغ الوكلاء عن صحتهم في بداية كل خطوة زمنية لوحظ أن “من يعانون من أعراض مثل الحمى والسعال يقومون بعزل أنفسهم عن طريق البقاء في المنزل، ونتيجة لذلك، يتمكن الوكلاء من إبطاء انتشار المرض”.

واستنتج الفريق أن إنشاء طريقة جديدة لنمذجة الوباء، تسهم في تقديم نهج جديد لفهم سلوك الإنسان في المجتمع بالذات في أوقات انتشار الأوبئة، ومحاولة فهم ردود أفعال الناس المختلفة في وقت الأزمات وتصنيفهم على أساس ذلك، وبالتالي تلك التجارب تفيد في إيجاد حلول من شأنها أن تحد من انتشار الأوبئة.