عشرات الفتيات ومئات الحسابات على تطبيق الفيديوهات «تيك توك»، يقدمون مشاهد ولقطات من واقع حياتهم اليومية، يرقصون على أنغام الأغاني، ويقومون بأشياء غريبة لجذب المشاهدين والشهرة والأرباح، مثل القيام بمقالب في بعضهم البعض، وتناول الأطعمة المختلفة، ووصل الأمر إلى قيامهم بترديد ألفاظ إباحية على الملأ، وذلك لتحقيق الربح المادي والشهرة.
لجوء الأشخاص إلى هذه النوعية من الفيديوهات القصيرة، تحول إلى هوس وفعل يومي لا يمكن الاستغناء عنه، حيث يضم تطبيق «تيك توك» نماذج عديدة ومنتشرة، كان أحدثها لفتاة أطلقت على نفسها «كائن الهوهوز»، وتقوم بنشر فيديوهات غير لائقة، كما انتشر منذ ساعات قليلة، فيديو لسيدة تقوم بضرب زوجها أثناء جلوسهما معًا في «محل كشري»، في فيديو قصير حقق مشاهدات عالية.
غياب الأخلاق.. السبب
الدكتورة هالة يسري، رئيس قسم الدراسات الاجتماعية السابق بمركز بحوث الصحراء، أكدت لـ«»، أن غياب المنظومة الأخلاقية في مجتمعنا أحد أبرز الأسباب وراء انتشار مثل هذه العادات السيئة، مؤكدة أننا بحاجة إلى التمسك بالعادات والتقاليد والأعراف المصرية: «ده مش معناه إن إحنا لا نتطلع على الجديد، لكن طبعًا مش أي جديد أو له عائد اقتصادي يصلح إننا نتبناه ونجري وراه».
ولا يجد حرج مستخدمون وأزواج في نشر فيديوهات عن تفاصيل حياتهم اليومية، والحديث عن موقف حدث بينهما أو عاشه الاثنان معًا، مثل اليوتيوبر أحمد حسن وزوجته زينب، كما انتشرت فيديوهات لحنين حسام ومنار سامي وهدير الهادي، كانت عقوبة بعضها السجن، ويمكن لأي شخص ارتكب فعل خاطئ أن يجد نفسه بالصوت والصورة عبر تطبيق «تيك توك» وذلك من خلال كاميرات المراقبة.
تدمير العلاقات الأسرية
وحذرت «هالة» من بعض ما يُنشر على تطبيق «تيك توك»، مؤكدة أنه يهدم القيم المجتمعية ويدمر العلاقات داخل الأسر، ويمكن أن يؤدي بمستخدمه إلى السجن، «إلقاء القبض على هذه الشخصيات والنماذج جرس إنذار علشان الناس تعرف هي بتعمل إيه وإيه مغزاه»، بحسب هالة يسري.
وتنصح أستاذ علم الاجتماع بالتفكير في الأمور قبل القيام بأي فعل، والتركيز أكثر على خصوصية الحياة الأسرية والعلاقة بين الأزواج والعلاقات الاجتماعية بين الأشخاص، بعيدا عن الركض وراء الشهرة والمشاهدات.
ووفقًا للعديد من مواقع وأدوات تحليل مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي ترصد الأرباح التي يحصل عليها المستخدمون من خلال «تيك توك»، فإن الأرباح تصل إلى آلاف الدولارات، وذلك وفقًا لعدد الإعجابات والمتابعين أيضًا.