| هوس المثالية قد يعرضك للإصابة بالاكتئاب.. استشاري نفسي: يحتاج لـ علاجين

هوس المثالية، أحد الأنواع المنتشرة بشدة لاسيما بين الشباب والمراهقين، وقد يمتد إلى مرحلة النضج، وتشمل نوعين الأول إيجابي ومحمود يسعى خلاله الإنسان إلى الارتقاء للأفضل وتحقيق الأهداف، والثاني سلبي يحدث نتيجة انحراف في تفكير الإنسان، وتجعله يقع عرضة للإصابة بهوس المثالية التي يلازمها عدة أعراض مرضية تستدعي العلاج.

في هذا الشأن، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الصحة النفسية لـ«»، إن المثالية الإيجابية لا خوف منها، إذ يسعى خلالها الإنسان إلى التعامل برقي مع الآخرين، والظهور بمظهر لائق، وتحقيق الأهداف وفق خطط موضوعية، أما السلبية التي يهدف إليها الإنسان تسبب هوسًا نتيجة وضع معايير عالية غير منطقية مع تقييمات نقدية للذات مبالغ فيها، فضلًا عن الخوف من تقييمات الآخرين.

صفات الشخص المصاب بهوس المثالية

وتابع «فرويز»، أن الانشغال بأدق التفاصيل والتفكير الزائد من السلوكيات المرتبطة بمصابي هوس المثالية، كما يسعى هذا الشخص إلى خلق الضغوطات والمعوقات التي تُشعره بقيمة تحقيق الهدف والإنجاز، بما يجعله غير قادر على التعامل بمرونة ذهنية، بجانب عدم رغبته في بدء أي مشروع أو علاقة مع الآخرين خوفًا من عدم تحقيق المثالية فيها: «الإنسان ده مبيعرفش يستمتع بأي حاجة في حياته».   

القلق والاكتئاب أعراض مصاحبة لهوس المثالية

هوس المثالية يصاحبه عدة أعراض مرضية، وفقًا لاستشاري الصحة النفسية، كالتوتر الدائم، والإصابة بمتلازمة القلق، والشعور بالذنب والفشل، وجلد الذات، بالإضافة إلى انخفاض تقدير الذات، بما يجعل الإنسان فريسة سهلة للإحباط، بما يؤدي في النهاية إلى حدوث شلل في أدواره الإجتماعية، وأداؤه المهني، واصابته بالاكتئاب، وقد يقع في براثن الإدمان وتعاطي المخدرات: «في بعض الحالات المتطرفة بتسعى لقتل نفسها لما متحققش الأهداف وفق المثالية إللى رسمتها في دماغها».

  

التربية وعلاقتها بالإصابة بهوس المثالية

 التربية وفق معايير مُغلظة وحازمة بشكل مفرط من أبرز أسباب إصابة الإنسان بهوس المثالية، بحسب حديث «فرويز»، بما يجعل المصاب يسعى دائمًا للحصول على كلمات الإشادة من الآخرين حتى يشعر بقيمته، ولذلك يحتاح هذا الشخص إلى علاج سلوكي وإداركي من خلال التواصل مع متخصص، حتى يعترف بمشكلته، ومن ثم يتم تدريبه على وضع معايير موضوعية لتحقيق الأهداف بسهولة، مع وضع جدول زمني، كما يتم تدريبه على تقبل الاحتمالات السيئة التي قد يتعرض إليها.