| «هويدا» مصرية وهبت حياتها لرعاية أطفال الأورام بليبيا: «زي ولادي»

سافرت إلى السعودية للعمل منذ 25 عامًا تقريبًا ومنها إلى ليبيا لاستكمال رحلتها خارج مصر، عملت هناك منذ عام 1996، كممرضة بإحدى المستشفيات، وعام 2009، افتتح قسم أورام الأطفال بالمعهد القومي بمدينة مصراتة، وبدأت العمل به، ليكون نقطة تحول في حياتها، فأصبحت هويدا السيد، أم لكل طفل هناك، ووهبت حياتها لهم، لتسطر قصة ملهمة، لسيدة مصرية أصبح أطفال ليبيا كل حياتها.

هويدا الييد، ممرضة مصرية تعمل بمعهد الأورام القومي بليبيا، أطلق عليها الأطفال والعاملون بالمعهد «أم هويدا» بسبب قربها من الأطفال، إذ وهبت حياتها لهم، وأصبحت تعمل لساعات إضافية لتكون في رعايتهم، وقوة العلاقة بينهما، تجعلها تمضي أيام إجازتها وسط الأطفال بالمعهد أيضًا، تروي لـ«»: «بحب الأطفال جدًا، وأحب اقدم لهم كل شيء يحبوه، من أكل وحلويات وأي شيء يخطر على بالك بقدمه للأطفال».

تدعم الأطفال نفسيا والأهل أيضا

تساعد «هويدا» الأطفال وتدعمهم نفسيًا، فهي أقرب ممرضة إليهم، وأيضًا، تدعم الأهل معنويًا وتمنحهم الأمل لتقبل مرض أطفالهم، وأصعب شعور لديها، حين تفقد أحد الأطفال بالمعهد، فتشعر بأن «قلبي انخلع من مكانه»، على حد وصفها: «أحس إنهم أخدوا حاجة من قلبي، الأم مش اللي بتخلف، الأم هي اللي بتربي، الطفل يقعد معايا 3 أو 4 سنين، كل يوم أنادي عليه وأشوفه وألعب معاه، وأضحك معاه، وأزعل على زعله وأمرض على مرضه، فجأة يختفي منك، بحس بنفس شعور الأم».

أصعب مواقف فقدان الأطفال 

تحكي «هويدا» لـ«» أصعب مواقف فقدان أطفال المعهد التي مرت عليها، حين توفيت طفلة مريضة بالسرطان تدعى «إيمان»، فبسبب الحزن الشديد عليها، عانت من مشاكل نفسية عديدة: «لما توفيت حزنت عليها حزن شديد، وصوتي اختفى لمدة أسبوع، ماكنتش بقدر أتكلم، وبعدها، اتعودت على الفراق، وحتى الآن، على تواصل مع أهلها، أهالي الأطفال كلم مثل أهلي، أزعل على زعلهم  وأفرح لفرحهم».

تتواصل مع أولادها وأحفادها في مصر

حين تعود ماما هويدا إلى المنزل، تتلقى الدعم من زوجها، وتتواصل مع أولادها وأحفادها الموجودين في مصر، وإذا احتاجها الأطفال في المستشفى، تترك كل ما في يديها وتذهب إليهم: «جوزي بيدعمني ومش بيتأثر بكل اللي بعمله مع الأطفال وفي المستشفى، وبحاول أنشر التفاؤل دائمًا في نفوس كل الناس».