«قف هنا.. حرارة شديدة الخطورة.. المشي بعد الساعة 10 صباحا غير موصى به» نص لوحة تحذيرية أمام أرض قاحلة تحاط بجبال ضخمة، حيث لا يوجد منفذ لمن يضع قدميه عليها للهروب، إذ القوة الرائعة للطبيعة وجاذبية المناظر الخلابة تستقطب أعين الزائرين.
وادي الموت في أمريكا واحد من أكثر الأماكن حرارة على وجه الأرض بفضل مناخها الصحراوي والتضاريس المحلية، غالبًا ما ترتفع درجات الحرارة به في فصل الصيف إلى أكثر من 70 درجة مئوية حتى في الظل، وفقًا لخدمة المتنزهات ية في الولايات المتحدة.
يقصد وادي الموت أكثر من 1.1 مليون شخص سنويًا، خاصة خلال يونيو ويوليو وأغسطس، ويغطي مساحة تبلغ 13848 كيلومترًا مربعًا، لذلك يعرف بـ«حديقة وادي الموت ية» وفقًا للتقارير الإعلامية الأجنبية.
زوار وادي الموت
ورغم المخاطر المرتبطة بهذه المنطقة والإرشادات الموجودة لتوخي الحذر، يستقبل الوادي زواره دون ضمانات بأن المفقودين سيحصلون على المساعدة في الوقت المناسب، إذ تؤثر الحرارة العالية على نشاط الجسم وتتسبب في إرهاق الأفراد وتسوء حالتهم.
وتُشكل جاذبية وادي الموت التي لا تشبه أية جاذبية أخرى كنزا منتظرا بفارغ الصبر لاكتشافه، حيث تحول هذا المكان الساخن إلى وجهة سياحية شهيرة للذين يسعون لتجربة التحدي واستكشاف الصحراء البديعة.
يقول بارك رينجر نيكول أندلر، أحد الزائرين لوادي الموت خلال حديثه لأحد المواقع الأجنبية: «أشعر عند الوقوف على الأرض، كأن الشمس تلتصق ببشرتي وتندفع إلى عمق عظامي»، ويضيف آخرون «نشعر بجفاف أعيننا من الرياح الساخنة التي تجتاح الوادي، لكن نزداد إثارة عندما تصبح أشعة الشمس مذهلة بها المتعددة على هذا الأرض الجرداء».
وتشير التقارير الأجنبية إلى أن ارتفاع درجة حرارة وادي الموت ليس كافيا لكبح حماسة الذين يرغبون في زيارته، يأتي هذا المكان الجميل والقاسي ببعض الثمار الغنية، مثل اكتشاف الشاهد المتجمد أو طرق الخام النفطية المخفية أو إشباع الحنين لجذور استكشاف الفضاء.
أساطير وادي الموت الأمريكية
تحكي الأساطير الأمريكية في هذا المكان القوي والهائل عن أسرار الزمن والكنوز الطبيعية المدفونة تحت ضوء الشمس الحارقة، إذ تحكي واحدة منها على اكتشاف سلسلة من الأنفاق المعقدة في عمق وادي الموت عام 1931 من قبل طبيب متقاعد يدعى الدكتور دانيال راسل، والذي انتقل إلى الغرب لاستكشاف فرص التعدين خلال عمله، إذ سقط في كهف عندما انهارت الأرض، وكشف عن ممرات الموت التي تؤدي إلى اتجاهات مختلفة.
وبعد العثور على هذا الاكتشاف، جرى متابعة ممر واحد، و فوجئوا بوجود بقايا محنطة لثلاثة رجال عمالقة يبلغ طولهم 8-9 أقدام، يرتدون سترات وسراويل طويلة تمتد قليلاً أسفل الركبتين، بالإضافة إلى غرفة تحتوي على العديد من القطع الأثرية، بالإضافة إلى بقايا حيوانات محفوظة بشكل جيد، بما في ذلك الديناصورات والفيلة والنمور.
وعندما حاول إظهار الكثير من الاكتشافات لأصدقائه، لم يتمكنوا من العثور عليه، إذ اختفى راسل قرب إحدى المناطق النائية في وادي الموت، وبسبب تلك الأساطير اشتهر وادي الموت بسجله القاتل.
وبالنسبة لدرجات الحرارة التي يُسجلها وادي الموت في أمريكا في الأيام الحالية، أعلنت دائرة الأرصاد الجوية ية أن درجات الحرارة يمكن أن تصل إلى 53.33 درجة مئوية يوم الأحد المقبل.
وأوضح راندي سيفيرني من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وهي الهيئة المعترف بها لمراقبة الأرقام القياسية العالمية، أن أعلى درجة حرارة مسجلة على الإطلاق كانت 56.67 درجة مئوية في يوليو 1913 في وادي الموت.
وتبقى هناك تساؤلات حول أي منهما ستختار؟ هل ستتحدى وادي الموت وتعيش روح المغامرة، أم ستبقى في راحة منزلك وتستمتع بحكايات الجمال الغامضة والمغامرات الخيالية التي تنشأ من هذا المكان الرائع؟ إن وادي الموت ينتظرك، فهو يحمل سرّه الجميل والحارق والجاذبية المغرية.