سنوات عديدة مضت في حياة «أيمن» والذي يبلغ من العمر 45 عاما، من بولاق الدكرور، ذلك الشاب الذي خارت قواه ولم يجد من يحنو عليه حتى أصيب بقرحة فراش إلى جانب ورم في الرقبة لم يعرف سببه، بالإضافة إلى مجموعة من العقد المعدية، لم يرحم شقيقه ضعفه ولم يسعفه عند مرضه حتى مكث الشاب سنوات داخل غرفة غير آدمية قبل أن يتدخل فريق الإنقاذ السريع التابع لوزارة التضامن الاجتماعي وتنقذه من مصير مجهول وتودعه داخل مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان.
صور عديدة تداولها رواد التواصل الاجتماعي يظهر خلالها شاب أربعيني لا يقوى على الحركة طريح الفراش، يحمله فريق مجهز ويصل به إلى مقر مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، بعدما تخلى عنه شقيقه، وأخبر إدارة المؤسسة أنه لا يريده فقط عندما يتوفى لا بد عليهم أن يتواصلوا معه لاستلام جثمان شقيقه، تلك الرواية يؤكدها المهندس محمود وحيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان والذي يشير إلى أن شقيق أيمن رفض التعاون مع المؤسسة ولكن طلب منهم استلام الجثمان حال الوفاة: «سألناه ده أخوك قال آه، قولناله طيب ده حالته الصحية متأخرة ولازم يتنقل مستشفى ومحتاج مرافق، قال لا مليش دعوة بس لما يموت كلموني علشان آجي أستلم أخويا».
ظروف أيمن الصحية الصعبة دفعت إدارة المؤسسة إلى إيداعه غرفة العزل للتأكد من خلوه من الأمراض، حيث يشير «وحيد» إلى أن ذلك الأمر هو الإجراء المتبع دوما عند استقبال حالات تعاني من الأمراض: «معندوش معاش وكان متزوج وله طفل وهو منفصل وغير مطلق والطفل يعيش مع والدته عنده ورم في الغدة تسبب في ضعف بالبصر وعدم قدره على الحركة وفطريات بالفم».
كان يعمل نقاشا وله أخوات بنات وأخ واحد لكن تخلى عنه الجميع وأصبح مصيره الأرض بمدخل بيت شقيقه حتى تم نقله للمؤسسة بواسطة فريق التدخل السريع لتلقي الرعاية وتم عمل اللازم له داخل الدار.