التيك توكر شهد أحمد
بالإسدال ذو اللونين الأبيض والأسود، والنظارة السوداء، وحركات خفيفة مثل الريشة أمام كاميرا الهاتف داخل منزلها بمنطقة أبو يوسف في الإسكندرية، استطاعت شهد أحمد أن تخطف أنظار وقلوب متابعيها، بعد أن أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي وحصدت مقاطعها المصورة ملايين المشاهدات.
أول فيديو لـ«شهد» حصد مليون مشاهدة
شهد أحمد، 15 عامًا، تدرس في الصف الثاني الإعدادي، برعت في تقليد أفراد أسرتها منذ الصغر، وقبل فترة ليست ببعيدة راحت تُنشئ محتواها الخاص على تطبيق «تيك توك»، والذي بدأته بتصوير أغنية «غلبان» للفنانة أصالة، وحصدت وقتها مليون مشاهدة في غضون أيام قليلة، إلا أنّ فرحتها لم تكتمل بسبب غلق الحساب الخاص بها بعد أن خرجت «شهد» في بث مباشر عبر «تيك توك» تُفصح عن عمرها الحقيقي أمام الكاميرا وهو ما يخالف سياسات التطبيق.
إيمان محمود، والدة شهدة، تروي لـ«» كواليس الشهرة التي اكتسبتها ابنتها خلال الفترة الماضية، إذ تقول إنّ الصغيرة طلبت منها إنشاء حساب على تطبيق تيك توك كبقية أقرانها، وقوبلت فكرتها بالرفض في بداية الأمر، إلا أنّ الوعكة الصحية التي مرّت بها «شهد» جعلتها توافق على طلبها: «وقت فترة تعبها وافقت عشان تخفف عن نفسها شوية بس قولتلها بشرط أنت وصحابك بس وتبقي ملتزمة بحجابك».
وتقول «إيمان» إنّ شهد ارتدت الحجاب بإرادتها منذ نحو عامين في ظل رفض والدتها في البداية بسبب صغر سنها: «لما قالتلي أنا هلبس الحجاب مكنتش موافقة عشان لسه سنّها صغير، فقولت لها لو لبستيه مش هيتقلع قالت لي ومين قالك إني عايزه أقلعه»، بحسب والدة شهد، والتي أكدت أنّ سر ظهورها في مقاطع الفيديو بالإسدال بسبب الكسل: «لما كانت تعبانة في الأول كسلت تلبس لبس خروج فلبست الإسدال ده وعملت بيه أول فيديو ومن بعدها اتعرفت بيه فقررت تكمّل بيه».
الإسدال الذي تظهر به صاحبة الـ15 عامًا في مقاطعها المصورة، كان هدية من إحدى جيران والدتها جلبته لها من رحلة عمرة، أما النظارة السوداء تعود ملكيتها لوالدها منذ مرحلة الشباب تخلى عنها بسبب كسر في أحد عدساتها: «النضارة اللي شهد بتلبسها فيها كسر من فوق وبتثبتها بلزق بس مبيبانش في الفيديوهات»، لافتة إلى أنّ الشارب المستعار عبار عن لزق باللون الأسود تشتريه لها والدتها: «كل يومين بشتري بكرة بلاستر بـ10 جنيهات».
تعمل «شهد» على تصوير وتحرير مقطع الفيديو بنفسها دون مساعدة من أحد، سواء بناء على طلبات متابعيها أو أفكارها الشخصية، إلا أنّها ترفض التصوير أمام أفراد أسرتها: «بتدخلنا تحبسنا كلنا في الأوضة لحد ما تخلص تصوير، بتقولي لما بصور قدامكم بحس إن الأفكار بتروح مني»، بحسب إيمان محمود.
وتقضي «شهد» وأسرتها العطلة الصيفية في منطقة الساحل الشمالي، واصطحبت الصغيرة الإسدال والنظارة السوداء في شنطة السفر حتى تستطيع مواصلة التصوير وتقديم المحتوى الذي اعتاده متابعيها حتى في أثناء الإجازة: «شهدت حطت الإسدال والنضارة أول حاجة في الشنطة عشان تصور بيهم هنا في الساحل».
إيمان محمود: شهد ملتزمة جدًا وبتطلع من الأوائل كل سنة
يعمل والد شهد موظفًا بإحدى شركات الألبان فيما تعمل والدتها ربة منزل، وتمتلك من الأشقاء اثنين من الذكور؛ أعمارهما 10 أعوام وعامين، وبخلاف موهبتها في التقليد منذ الصغر والتي تأثرت فيها بحبها للفنان العالمي شارلي تشابلن، فهي أيضًا لديها موهبة الرسم، وتتفوق في دراستها كل عام: «شهد بتحب الرسم ومغرقة أوضتها رسومات واجتماعية جدًا وعندها صحاب كتير، وبتطلع من الأوائل كل سنة ومتلزمة جدًا بحجابها ورافضة أنها تقلعه لأي سبب».
وتحلم «شهد» أن تحصل على أعلى الدرجات حتى تتمكن من الالتحاق بالثانوية العامة، إذ تطمح في أن تلتحق بكلية الطب وتتخصص في طب الأطفال بحسب حديثها لـ«»: «أنا نفسي دلوقتي أجيب درجات عالية عشان أدخل ثانوية عاملة وبتمنى أكون دكتورة أطفال»، مؤكدة أنّها ستستمر في الظهور بنفس الإسدال والنظارة خلال الفترة المقبلة ولن تتخلى عنهما: «أنا بحاول أحافظ عليه بأي طريقة»
وتحلم «شهد» بالدخول في عالم التمثيل بشرط عدم التخلي عن حجابها: «أنا نفسي حد يقولي أمثل بس من غير ما يقولوا اقلعي الحجاب عشان أنا مش عايزة أبقى من غير حجاب»، إذ تعتمد صاحبة الـ15 عامًا على الأغاني المفضلة لوالدها وأحيانًا بحسب طلبات المتابعين التي تتلقاها في التعليقات: «ساعات أنا بحاول أخترع أفكار وبسمع الأغنية أكتر من مرة وبفكر فيها ولو مظبطتش معايا بعمل غيرها».