قد يكون مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي هو الوجه الأبرز لشركة «ميتا»، لكن تطبيق «ثريدز» الذي يشبه «تويتر» ويقوم على خلفية تطبيق «إنسجرام»، الذي أصبح التطبيق الأسرع نموًا في تاريخ الشركة يقع ضمن اختصاص رجل مختلف، ما جعل البعض يتساءل عن مُطلق تطبيق ثريدز.
من هو مطلق تطبيق ثريدز؟
ومطلق تطبيق «ثريدز» هو آدم موسيري المولود في ضاحية تشاباكوا بشمال مدينة نيويورك لعائلة يهودية، ويعتبر الأخ الأكبر للملحن الموسيقي والممثل إميل موصيري، واعتنق مع شقيقه المسيحية، بحسب العديد من المراجع والمقالات الصحفية الأمريكية.
آدم موسيري قال بلا خجل في أول منشور له على منصة «ثريدز» عند إطلاقه: «ها نحن ذا»، ما يؤكد ثقته في نجاح التطبيق الذي حصد بالفعل أكثر من 100 مليون مستخدم في غضون 5 أيام فقط؛ الأمر الذي تسبب في إخراج معظم منافسيه المباشرين مثل «بلوسكاي» و«ماستودون» من السباق.
وبحسب موقع «sky news»، فإنّ «موسيري» يعمل مع «زوكربيرج» منذ أكثر من عقد من الزمان، والانطلاقة السريعة التي حققها التطبيق تمثل «أكثر أسبوع جنوني أمضاه في العمل منذ سنوات عديدة»، وفقًا لما نشره على التطبيق في الأيام الأولى لانطلاقته.
وقبل العمل في Meta، عمل «موسيري» في TokBox كأول مصمم للشركة، وبدأ حياته المهنية بتأسيس شركة استشارية للتصميم في عام 2003 مع مكاتب في نيويورك وسان فرانسيسكو ركزت على تصميم الجرافيك والتفاعل والمعارض.
وحصل آدم موسيري على درجة البكالوريوس من كلية جالاتين للدراسات متعددة التخصصات في جامعة نيويورك؛ إذ درس تصميم المعلومات والإعلام بمسقط رأسه، ويعيش الآن في سان فرانسيسكو مع زوجته وأبنائه الثلاثة.
بدأت مسيرة «موسيري» المهنية في Meta عام 2008، عندما كان يطلق عليها Facebook، كمصمم منتج، وفي 2009 أصبح مدير تصميم المنتجات، وعام 2012 أصبح مدير التصميم لتطبيقات الأجهزة المحمولة الخاصة بالشركة، وبين عامي 2012 و2016 أشرف «موسيري» على موجز الأخبار المحوري على Facebook، وهي الفترة التي شهدت تركيزًا متزايدًا على جذب انتباه المستخدمين إلى السياسة والأخبار، وفي 2018 أصبح نائب رئيس المنتجات في Facebook.
في السنوات التي تلت ذلك، اعترف مارك زوكربيرج بأنه كان يجب أن يأخذ المخاوف بشأن انتشار الأخبار المزيفة على المنصة بجدية أكبر قبل الانتخابات الأمريكية 2016، وبعد التصويت، كان «موسيري» هو من كتب مدونة للشركة تتناول «الخدع والأخبار الكاذبة» على Facebook.
كما اعترف آدم موسير بأنّه عانى من الأرق بسبب الدور الذي ربما لعبته صفحة فيسبوك في انتشار العنف في ميانمار بعد تقرير للأمم المتحدة يزعم أن المنصة غذت الكراهية لمسلمي الروهينجا في البلاد، واعترف في عام 2018 عندما أصبح نائب رئيس المنتجات في فيس بوك قائلًا: «لن يكون ربط العالم دائمًا أمرًا جيدًا»، إذ يرى البعض أنّه ربما يكون هذا هو سبب رفض «موسيري» لفكرة أن الأخبار والسياسة هي محور تركيز الموضوعات.
وتم تعيين «موسيري» رئيسًا لمنصة إنستجرام بعد استقالة مؤسسي التطبيق في عام 2018، بعد ست سنوات من شراء «زوكربيرج» التطبيق مقابل مليار دولار، وهو الآن لديه أكثر من ملياري مستخدم، لكن فترة عمله لم تكن خالية من الجدل، إذ كان على «إنستجرام» أن يدافع بانتظام عن موقفه من الاعتدال، لا سيما العام الماضي أثناء التحقيق مع المراهقة البريطانية مولي راسل، التي شاهدت محتوى يؤذيها على المنصة ثم تخلصت من حياتها لاحقًا.
من هو آدم موسيري؟
وبحسب Exact Net Worth، تبلغ ثروة آدم موسيري الصافية 120 مليون دولار، لكن راتبه لا يزال غير معروف، واسم زوجته مونيكا موسيري، ولديهم من الأبناء ثلاثة؛ يحمل «موسيري» الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، قضى طفولته بين إسرائيل وأمريكا، بعدما هاجر والداه من مصر عام 1957.
وعلّق «موسيري»، الذي يعيش الآن في العاصمة البريطانية (لندن) مع زوجته مونيكا وأطفاله الثلاثة، على شعبية «ثريدز» خلال الأسبوع الأول من إطلاقه بالقول: «إنه جنون، لا أستطيع أن أفهمه»، مشيرًا إلى بعض الإضافات المستقبلية التي يستعد لها خلال الأيام المقبلة، والتي تتضمن علامات التصنيف، والموضوعات الشائعة، وعرض المنشورات المفضلة، وتحسين تطبيق سطح المكتب، ووفق الخبراء فإن رؤيته، تبدو منبثقة من تجربته في العمل على صفحة «فيسبوك»، وذلك أنه كتب على «ثريدز» ما يلي: «لن نحبط أو نخفّض من شأن الأخبار أو السياسة»… «لن نحاكمهم كما فعلنا في الماضي».