سيطرت حالة من الحزن على أرجاء الأردن، بعد أن تسببت «عضة كلب» في وفاة طفل لم يتعد عمره الـ10 سنوات في شرق العاصمة عمّان، يُدعى يحيى إسلام النبالي، في منطقة الرأس قبل نحو 30 يومًا ليفارق الحياة صباح أمس الثلاثاء.
يحيى توفى بمرض سحايا الدماغ
الطفل يحيى الذي يحفظ من كتاب الله نحو 17 جزءًا، توفى بعد شهر من العضة متأثرًا بإصابته بمرض سحايا الدماغ نتيجة تعرضه لهجوم من إحدى الكلاب الضالة من أمام منزله، وذلك أثناء عودته من محل البقالة في ظهر يوم 13 فبراير الماضي.
وبحسب ما روى والده لقناة «العربية الأردن» أنّ صاحب الـ12 عامًا جرى نقله بواسطة الدفاع المدني إلى مستشفى البشير، وتعاملوا مع الجروح بالمضادات الحيوية ضد داء الكلب، وبدأت الأمور في التحسّن ليعود الطفل لاحقًا إلى المدرسة ويباشر حياته الطبيعية إلا أنّه كان يخشى الخروج من المنزل، قبل أن يبدأ وضعه الصحي في التراجع شيئًا فشيئًا متمثلًا في ظهور أعراض جديدة مثل تشنجات في اليدين والرجلين.
وبتاريخ يوم 5 مارس الحالي، عانى الطفل «يحيي» من حكّة في منطقة العين التي تعرضت لـ عقر الكلب، يقول إسلام النبالي والد الطفل: «فحصت عينه عند طبيب العين ولقيت عينه جيدة ووصفلي قطرات تساعد على الشفا، لكن في نفس اليوم بدأت قواه تنهار وبطل يعرف يرفع إيده لحاله وكان بدّه يضل في الفراش».
وتابع والد الطفل: «خلال الأيام المتتالية بدأت أموره تتراجع، فقد الوعي تمامًا، وصار عنده فشل في جهازه التنفسي وأصبح يتنفس على التنفس الاصطناعي باستخدام الأنابيبب وجهاز الأكسجين، وحرارته ظلت عالية وكان عنده اضطرابات في الحرارة والضغط والتنفس، وبعدين الله عز وجل قدّر أنه ينتهي أجله في هذا اليوم».
كلمات مؤثرة من والد الطفل يحيي
وبحسب ما نقلت الصفحة الرسمية لإذاعة «حياة إف إم» في المملكة الأردنية الهاشمية، يقول إسلام النبالي في رثاء ولده: «يشهد الله عليّ، والله آخر شيء لما كان يحيى في وعيه، كان يريد أن يتيمم بما يستطيع من الشرشف اللي على السرير وأن يصلي».
وأضاف «النبالي»: «أتمنى من الله أن يحفظ أولادكم جميعًا، وما يصيبكم اللي أصابني، والله آخر شيء كان يريده أن يُصلي وسألني هل أذن الفجر قولت له لأ، وسألني وين سنصلي؟ قولت له هنصلي هنا يا ولدي، والله أنّه حزن وزعل، وقال لي نريد أن نذهب إلى المسجد، وده كان آخر حديث دار بيني وبينه، وطلب مني قال لي تعالى نام جنبي وأصرّ على ذلك وبعدين فقد الوعي، وهو يحفظ من القرآن 17 جزء، واللقاء إن شاء الله قريبًا في الجنة يا ولدي».