حالة من التكدس المروري، سيطرت على أحد الطرق بمحافظة شمال سيناء، صباح الأحد الماضي، إذ تراصت السيارات، وخلفها سيارة إسعاف تدوي أصوات آلات التنبيه التي تصدرها بغرض إفساح الطريق لها، ولتتمكن من الوصول في أقرب وقت ممكن إلى المستشفى، بها طفلة بين الحياة والموت، ليتفاجأ الأهالي بالمسعف يخرج حاملًا الطفلة «إسراء»، ويركض نحو مستشفى العريش الذي تبتعد حوالي كيلو متر عن المكان.
إشادات بشهامة المسعف
الطفلة ذات العامين، أصيبت بحروق شديدة من الدرجة الثانية، بنسبة 55%، حالتها الصحية لم تتحمل الانتظار ثانية واحدة، فالموت يلاحقها إذا لم يسعفها أحد، ولكن رحمة الله الذي أنزل على القلوب، أرشدت المسعف أحمد ثروت، صاحب الـ29 عامًا، أن يحمل الطفلة على كتفيه ويسرع إلى المستشفى، هذا المشهد الذي نال إشادات كبيرة من الأهالي، والركاب الذين يستقلون العربات على الطريق المزدحم، والتي سببت السيولة المرورية.
المسعف: تخيلت إنها بنتي
«تحركنا بالإسعاف، و بين إيدينا طفلة، وأمامنا طريق مزدحم بشدة ونحتاج إلى كل دقيقة لنصل بها إلى المستشفى، لحظتها لم يكن أمامي سوى فتح باب السيارة ثم حملتها مسرعًا ناحية الاستقبال، وهي مصابة بحروق لا ينجو منها حتى الأشخاص البالغين، فتخيلت أنها طفلتي في هذه اللحظات وفي حاجة إلى من ينقذها فحالات الحروق لا تقبل التأخير».. بهذه الكلمات روى «أحمد» في حديثه لـ«» رحلة إنقاذ الطفلة الصغيرة من الموت، موضحًا أن والدة الطفلة توجهت ناحية إحدى تمركزات سيارات الإسعاف، والتي تبتعد قليلًا على منزلها بقرية «الميدان» بشمال سيناء، وهي حاملة الطفلة و تستغيث لإنقاذها بحسب المسعف.
والد الطفلة: المسعف زارنا مرتين
مشروب الليمون المغلي، انسكب على «إسراء» إذ كانت الأم تعده كعادتها في الصباح مع وجبة الإفطار، حسبما أكد «غانم سلمي» والد الطفلة بقوله:« ذهبنا إلى المستشفى بعد سماع الخبر، وأخبرنا الطبيب المعالج أن وصول الحالة في الوقت المناسب ساهم في إنقاذها، ولو تأخرت لساعات لفقدت ابنتي حياتها».
«يعود الفضل في ذلك إلى عامل الإسعاف»، واستكمل والد الطفلة حديثه، قائلا إنه بعد ساعات قليلة من وصول الطلفة إلى المستشفى، تفاجئنا بانتشار مقطع فيديو يوثق لحظات نزوله، وهو يحمل ابنتي «إسراء»، غير أن المسعف زارني مرتين في المنزل للاطمئنان عليها.
«حالتها الآن مستقرة وخرجت من مستشفى العريش العام أمس، بعدما تلقت رعاية طبية ممتازة، فهي مصابة بحروق من الدرجة الثانية وبنسبة 55%، الأمر الذي كاد أن يفقدها حياتها خاصة أنها لم تتجاوز عامها الثاني».. حسبما أكد والد الطفلة.