موقف غريب جمع بين الطرافة والإنسانية تعرض له رجل أربعيني، أثناء تواجده بالمدينة المنورة لأداء العمرة، إذ عثر على طفل تائه يقف بمفرده مُرتجفًا، ما جعله يترك كل شيء ويجلس بجواره على الأرض ليداعبه ويهدأ من روعه، فاطمئن الطفل تمامًا وخلد إلى النوم في حضنه، ما جعل الناس تظنه متسولًا، وراحوا يقدمون له المساعدات المالية.
روى محمد لملوم، من محافظة السويس، وصاحب شركة سياحة، في حديثه لـ«»، أنه أثناء تواجده مع مجموعة من المعتمرين بأراضي المملكة السعودية حيث المدينة المنورة، تفاجأ بوجود طفل يقف بمفرده خائفًا، ولا يعلم إلى أين يذهب، مُضيفًا أنه عند رؤيته لهذا المشهد، ترك كل شيء وذهب إلى الطفل ليهدأ من روعه ويطمئنه.
«وقتها كنا لسة مخلصيين صلاة العشا ورايح الفندق علشان أطمن على الناس اللي معايا، بس لما شفت الطفل نسيت كل حاجة بصراحة»، مُستكملًا أنه افترش الأرض بجوار الطفل وظل يداعبه ويطمئنه بأن والديه سيصلان لأخذه خلال دقائق.
«محمد» ضاحكًا: «الناس كانت فكراني بشحت»
«كان كل همي أني أخليه يتطمن وميبكيش، وطلعتله الموبايل بتاعي وفتحتله الألعاب».. قالها «محمد»، صاحب الـ42 عامًا، مُشيرًا إلى أنه أخرج كاميرته والتقط بعض الصور الفوتوغرافية مع الطفل، وكل ذلك فقط لينسي الطفل مشكلته ويجعله يطمئن ويهدأ.
كما أضاف ضاحكًا بأنه مع مرور الوقت تملك النعاس من الطفل فخلد إلى النوم في حِضنه ما جعل الناس يظنوه متسولًا: «الناس كانت فكراني قاعد أشحت بالطفل وكانوا بيدوني فلوس»، لافتًا إلى أنه طلب الإبلاغ عن حالة الطفل حتى يتمكن والداه من الوصول إليه.
عودة الطفل إلى والدته
لم تمر سوى نصف ساعة، حتى رأى الرجل الأربعيني والدة الطفل وهي تأتي من بعيدة في حالة قلق شديد وتعطش لرؤية ابنها، فنهض إليها مُسرعًا بالطفل وقدمه لها بهدوء، وهو يطمئنها على حالتها: «الست كانت منهارة خالص، ومكانتش مصدقة نفسها لما لقيت ابنها، في النهاية شكرتني جدا وكانت حابة تقدملي أي فلوس بس رفضت طبعًا»، لافتًا إلى أن من لهجة الأم تبيَّن له أنهما ربما يكونا من اليمن أو السعودية.