«عايز أوصل رسالة لكل المتنمرين على خلق الله»، بتلك الكلمات برر «أحمد» محاولته لاستغلال قدراته في صنع مكياج الرعب السينمائي، وقضائه لساعات طويلة ليصنع على وجهه وحمة دموية مشابهة لوحمة شخص رأه قريبا وميزته عن الآخرين، بعد أن شاهد عددًا ليس بالقليل من الناس يتنمرون على هذا الشخص بسبب تلك الوحمة ويطالبونه بمحاولة أن يجد علاجًا لها.
أحمد عبدالله أحمد، يبلغ من العمر 25 عامًا، حاصل على دبلوم سياحة وفنادق، يعيش في محافظة القاهرة، يعمل في صنع المكياج السينمائي وميك آب الرعب، الذي تعلمه ذاتيا بعد محاولات طويلة من التجربة، على أمل أن يصبح صانع أفلام رعب في المستقبل، وخلال تواجده رفقة أصدقائه مؤخرًا، كان شاهدا على واقعة تنمر تعرض لها شخص صاحب وحمة دموية بوجهه وسمع الكثير من عبارات التنمر التي وجهت لهذا الشخص: «دي وحمة دموية، ده عيب فيك متروح تعمل عمليه، شكلك وحش، وانت مش مكسوف من نفسك، عايش كدا ازي بتخرج ازي وسط الناس»، وعبارات أخرى أصعب لاحظ وقعها الأليم على وجه هذا الشخص، فحاول أن يقدم له الدعم المعنوي الكافي حتى يساعده على تخطي ذلك.
وحمة بالمكياج
حاول «أحمد»، من خلال قدراته الميكب السينمائي، عم الشخص ذلك الشخص الذي تعرض للتنمر أمامه بسبب الوحمة الدموية المتواجدة بوجهه، وأن يصنع وحمة على وجه هو الآخر، ليؤكد له أن الاختلاف عن الآخرين ميزة وليس عيبًا نخجل منه: «ده مش عيب في الإنسان، ده ميرة ربنا ميزه بيها، اللي بيتنمر ده اللي عنده مشكلة، وهو اللي لازم يدور على حل لنفسه، مش الشخص المميز المختلف».
دعم لكل المميزين
صانع مكياج الرعب، يسعى لدعم كل المميزين، من خلال استغلال قدراته في صنع ميك آب يشبه تميزهم؛ حتى يؤكد لهم أن في هذه الاختلافات ميزة تخصهم عن الآخرين وعلى الجميع أن يتقبلها.