في منتصف الليل، تعالت صراخ وعويل السيدات، و خيم الحزن على وجوه الرجال، في أحد شوارع مدينة الخانقة بالقليوبية، إذ كانت جنازة طالب الثانوية العامة سعيد الزيني، الذي انتحر إثر سقوطه من «بلكونة» الطابق الثالث في بيته، بعد عدة أيام من رؤيته لنتيجة الثانوية العام، ومعرفة خبر رسوبه في مادة اللغة الألمانية وحصوله على مجموع 64%، وهو بعيدًا كل البعد عن مبتغاه، فكثيرًا ما كان يحلم بالالتحاق بكلية الهندسة، إذ دخل مستشفى السلام مصابًا بنزيف في المخ، وتوفي بعد أيام قليلة.
تفاصيل الواقعة
خبر النتيجة كانت صدمة كبيرة لم يتحملها قلب «سعيد»، جعلته في حالة إكتئاب شديد، كانت نتيجتها الانتحار، بطريقة بشعة لا تتحملها النفوس، فبعد سقوطه من الشرفة ظن زملاؤه المقربين منه أنه يظل حيًا، وانتظروا خروجه من مستشفى السلام بمحافظة القاهرة، ولكنه خذلهم وسمعوا خبر وفاته أمس.
مشاهد تقشعر له الأبدان من جنازة «سعيد»، التي حضرها المئات من أهالي مدينة الخانكة بالقليوبية، إذ تدافعوا من أجل اللحاق بالجثمان أثناء حمله ميتًا للقبر، وسط بكاء كبير من أصدقائه الذين لم يتحملوا الصدمة، و كانوا يطلقون عليها اسم «شاعر المدرسة».
أحد الحاضرين للجنازة يصف المشهد
محمد عمر، أحد الحاضرين للجنازة، يصف المشهد الذي رآه، موضحًا أن صوت البكاء كان ظاهرًا، والضجيج أزعج أهل «سعيد»، حيث وقف أحدهم أعلى سيارة الإسعاف، مناديًا: «يا جدعان حرام عليكوا»، ليطالب المعزيين بالابتعاد عن السيارة، واحترام خصوصية المتوفي، مضيفًا: «كان في تدافع كبير على سيارة الإسعاف لدرجة أننا أخدنا حوالي ساعة عشان ننزله من العربية، وصحابه كان حالهم صعب لأنهم أطفال فقدوا صاحبهم».
أسبوع بدون أكل.. حالة والد «سعيد»
حالة والد سعيد الزيني، منذ وقوع الحادث يوم الجمعة الماضي، وهو في صدمة شديدة لدرجة أنه قل ما يأكل، كأنه يعيش على الماء فقط، وفي ليلة الجنازة كانت حالته لا توصف من شدة الحزن.