عشرات الآلاف من الأماكن السياحية تنتشر في ربوع العالم، لتشكل وجهة ومقصداً للسياح من مختلف الدول، إلا أن بعض هذه الأماكن يتميز بالغرابة الشديدة والاختلاف، مما يجعلها تشهد إقبالًا أكثر من غيرها، إذ يحاول الزائرون التعرف عليه وما يدور بداخلها، بالإضافة إلى محاولة اكتشاف أسرارها، ولعل من أبرز هذه الأماكن متحف الشعر في تركيا، الذي يخفي قصة حب حزينة بين جدرانه، كانت هي السبب الرئيسي وراء إنشائه.
متحف الشعر في تركيا
يعد متحف الشعر من أكثر الأماكن السياحية غرابة، ليس في تركيا فقط، وإنما في العالم كله، ويذهب لزيارته آلاف السياح سنوياً، لمشاهدة معروضاته، التي جمعت بين الغرابة والبساطة، حيث يضم خصلات شعر وأسماء وعناوين لأكثر من 16 ألف فتاة وامرأة من مختلف دول العالم، وفقاً لما ذكر الموقع الرسمي لمتحف الشعر في مدينة «أفانوس» التركية.
تأسس متحف الشعر عام 1979 في منطقة «كبادوكيا» التاريخية في تركيا، على يد صانع الفخار «شيز غاليب»، الذي أسس مشروعاً صغيراً خاصاً به، عبارة عن ورشة لصناعة الفخار، إلا أن أحد أصدقائه المقربين عاش قصة حب حزينة، حيث جمعته علاقة عاطفية مع إحدى الفتيات بمدينته، إلا أنه اضطر إلى ترك المدينة وفراق حبيبته، التي راحت تنزع خصلة من شعرها وتقدمها له كهدية تذكارية، تخليداً لقصة حبهم.
تخليد قصة حب حزينة
بالرغم من علاقة الحب القوية هذه التي جمعت صديق صانع الفخار مع حبيبته، إلا أنه عند مغادرته لمدينة أفانوس لم يستطع أخذ خصلات شعرها معه، وتركها لصديقه شيز غاليب، الذي شارك صديقه حزنه وتأثر بالقصة جدًا؛ فحاول أن يخلدها بأن قرر تخصيص الطابق العلوي من ورشته لوضع خصلة الشعر هذه وعلَّق فوقها لوحة تحمل عبارة «خصلة الحب والفراق»، وراح يروي القصة على مسامع الزبائن وكل زوار المنطقة، حتى تأثرت نساء كثيرات وبدأن بقص خصلات من شعرهن وتعليقها في الطابق العلوي من الورشة.
تحول الورشة إلى متحف سياحي
ومع مرور الوقت زاد عدد زوار المكان حتى تحول إلى متحف ومكان سياحي يضم خصلات شعر واسماء وعناوين أكثر من 16 ألف امرأة حول العالم مِمَن زاروا المكان، ويتم سنويًا إجراء قرعة لاختيار خصلة شعر بطريقة عشوائية لتفوز صاحبتها بزيارة مدينة أفانوس مرة أخرى والاستمتاع بها، إلى جانب تعلم فنون صناعة الفخار في ورشة شيز غاليب.
وإلى جانب خصلات الشعر والاسماء والعناوين المعلقة على الجدران والسقف، يحتوي المتحف أيضًا على بعض الأواني الفخارية التي تقوم الورشة بتصنيعها، كما يوفر المتحف للزوار مستلزمات قص الشعر ودبابيس وأوراق وأقلام كي يتمكنوا من تدوين معلومات عنهم والمشاركة بقص خصلات من شعرهم وتعليقها على جدران المتحف إن أرادوا.