| ورش النجارة خالية من «الأبواب والشبابيك»: «المصفَّح» يكسب

ماكينات معطلة فى ورش تخلو من الزبائن والصنايعية، يترحم أصحابها على زمن كانت صناعة الأبواب والشبابيك الخشبية فيه الأكثر رواجاً فى الأسواق، حتى جاء منافساً مستورداً ليهز عرشها، ويُرضى أذواق الزبائن وجيوبهم، بقطاعات «مصفحة» وخامات تتحمل عوامل الطقس والزمن.

منذ خمسينات القرن الماضى، وفى مدينة المحلة الكبرى، اشتهرت عائلة «عقب الباب» بصناعة الأخشاب، امتهنها أولاً «الحاج إبراهيم»، ثم ورثها لأبنائه وأحفاده، قبل أن يتبدل الحال فى السنوات الأخيرة، وتنحسر صناعة «الأبواب والشبابيك» تحديداً، بحسب رواية الابن مصطفى إبراهيم، 47 عاماً، الذى تخصص مؤخراً فى استيراد الأخشاب والأبواب المصفحة.

«مصطفى» كان شاهداً على تراجع صناعة الأخشاب، فيما يتعلق بالأبواب والشبابيك، ويحكى عن ذلك قائلاً: «زمان كان فيه تاجر باب وشباك، بياخد الخشب من تجار، ويوصله لورش الأبواب والشبابيك، وما بقاش موجود بسبب قِلَّة الإقبال، والورش نفسها حالها وقف، وكتير منها قفلت، بعد ما كانت خلية نحل، ونشارة الخشب الخارجة منها بتتباع بفلوس لأصحاب مزارع الدواجن والأسماك، دلوقت ما تلاقيهاش، وسعرها ارتفع».

20 عاماً عاشها «مصطفى» فى كنف الأخشاب، لكنه فضّل التجارة والاستيراد على النجارة، ومنذ نحو 8 سنوات ظهرت الأبواب المصفحة فى الصين، وزاد الإقبال عليها، فاتجه لاستيرادها والتجارة فيها فى المحلة والقاهرة وحتى الإسكندرية، معدداً مزاياها: «طبعاً مفيش أحسن من الخشب، لكن الأبواب المصفحة تعيش لسنين كتيرة، لأن الفريم والحلق حديد، وكمان شكلها كويس، لأن الطبقة الخارجية خشب، وسعرها مناسب، فمثلاً الباب الخشب سعره بالتشطيبات والإكسسوارات من 3500 إلى 4000 جنيه، أما الباب المصفح الصينى فيبدأ من 2500، والتركى من 3500 فأكثر على حسب شغل الخشب الخارجى».

يستورد «مصطفى» نوافذ «upvc» أيضاً، التى يفضلها الزبائن الآن على «الخشبية»: «مصنوعة من مادة بلاستيكية ضد عوامل الجو، منها 3 أبيض «أوف وايت وخشبى»، وسعرها كمان تنافسى، لأن سعر الشباك الخشب مساحة متر بالتشطيب بيوصل لـ2000 جنيه، أما الـupvc بـ1500 جنيه».

رغم رواج تجارة الأبواب والنوافذ المستوردة، يحزن «مصطفى» على حال ورش النجارة: «أخويا لسَّه متمسك بالورشة وماكينة الخشب، لكن للأسف السوق نائم، حتى الصنايعية اتجهوا للشغل على التكاتك»، الأمر الذى لا ينطبق على صناعة الأثاث فى رأيه، حيث تتميز مصر بها على مستوى الشرق الأوسط، ويصعب أن يتجه الزبائن للأثاث المستورد لارتفاع سعره.

يتوقع «مصطفى» ارتفاع أسعار المصنوعات الخشبية خلال الفترة المقبلة، فى ظل ارتفاع أسعار الأخشاب عالمياً.