فصل الشتاء من أحب الفصول إلى الكثيرون، فيقصر نهاره ويطول ليله، ما يجعله فرصة عظيمة إلى الصيام، والتضرع إلى الله عز وجل، فقد وصفه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بأنه غنيمة وجب على المسلم استغلالها، لكن ماذا يعني ذلك؟
قال الشيخ رمضان عبد الرازق، الداعية الإسلامية، في لقاء تلفزيوني، إن فصل الشتاء خير الغصون وأفضلها للصيام، لأن نهاره قصير يعين المسلم على الصيام، فيصوم ما يقرب من 12 ساعة يوميا، بينما الليل يكون طويلا يمكن للمسلم أن يستغله لقراءة القرآن الكريم وقيام الليل، فهو خير الأوقات التي وجب على المسلم استغلالها.
وتابع «عبد الرازق» أن سبب الإشارة له، على كونه الغنيمة الباردة، لأن المسلم يحصل على ثواب كبير، بأقل مجهود ممكن، خاصة أنه لا يشعر بغناء الصيام، وكأنها غنيمة له، ليباعد الله بينه وبين النار سبعين عاما، وأطلق عليه سيدنا عمر بن الخطاب أنه غنيمة العابدين، فكان يفرح بقدوم الشتاء ويقول أنه غنيمة العابدين.
وورد عن الترمذي في سننه عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ» وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: «ألا أدلكم على الغنيمة الباردة، قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء».
لماذا وصف النبي الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة؟
شبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة، لأن فيه ثوابًا بلا مشقة، ومعنى الغنيمة الباردة: أي السهلة ولأن حرارة العطش لا تنال الصائم فيه.
قد وردت كثير من الأحاديث عن صحابة سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تبين أن العبادة فى الشتاء تكون أيسر على المسلم من فصل الصيف، مستشهدا بالحديث المرفوع: «الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ طَالَ لَيْلُهُ فَقَامَهُ، وَقَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَهُ».