عاشت ساعات مرعبة والدبابات الروسية تسير بجوار مسكنها، اختفت من رأسها ذكريات 6 سنوات دراسة للطب في إحدى جامعات العاصمة الأوكرانية كييف، وأمسكت صاحبة الـ25 عامًا بهاتفها لتكتب وصيتها عبر «أستوري» حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «واتس آب»، قائلة: «هكتب وصيتي ليكم والدبابات تحت بيتي، ومش عارفة هل هلحق أمسح الكلام ده ولا لا، اللي كان يعرفني وبيننا عشرة سواء صغيرة أو كبيرة، يعرف إني بحبكم جدا، وأي زعل حصل معايا من ناحيتي فأنا مسامحة».
أكملت أروى خالد وصيتها بأن الدنيا أصبحت صغيرة في عينها، بسبب الأحداث التي عاشتها، موصية محبيها أن يدشنوا لها صدقة جارية على روحها، لافتة: «أسألكم إنكم تعملولي أي صدقة جارية بنية تغفير الذنوب، واللي ميقدرش يقرأ لي الفاتحة ويقول عني كلمة واحدة طيبة، لو كنت في يوم عملت حاجة تفرحه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنا محمد رسول الله».
هروب «أروى» من أوكرانيا
وصية «أروي» انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن طريق صديقتها المقربة نور محمد، التي تروي لـ«» تفاصيل حالة صديقتها الصعبة، مؤكدة أنها تخطت المرحلة الخطرة وانتقلت إلى بولندا، بعد أيام من الرعب: «الأتوبيسات كانت بتستغل الموقف وتطلب منهم فلوس كتير، لدرجة إن السواق طلب 6 آلاف دولار من 50 واحد فقط، والحسابات كلها كانت متعطلة ومكانش فيه فلوس معاهم».
«أروى» تركت كل شيء
بعد «الوصية» التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نجحت «أروى» في الهروب من أوكرانيا بحقيبة واحدة فقط، تاركة كل ما تملك، حتى أوراق الجامعة التي تدرس فيها تركتها مع باقي الأشياء: «قدرنا نتواصل مع أتوبيس وأخدت شنطة واحدة بس، وساب كل حاجتها»، بحسب حديث «نور».
الأحداث التي تعيشها «أروى»، لا تعرف أسرتها عنها شيئًا، ولكنها تعاني حتى بعد مرورها من مرحلة الخطر، فعند نومها تستيقظ خائفة لا تقدر على الاستمرار في النوم: «هي وصلت بولندا ومستنية ترجع مصر، بس تعب 6 سنين ضاع».