ابتكرت وكالات العقارات الصينية وظيفة جديدة بمسمى «مختبري المنازل المسكونة»، إذ تعيّن الوكالات موظفين، كل مهامهم تتمثل في قضاء 24 ساعة على الأقل في عقارات يُعتقد أنّها مسكونة، بغرض إقناع المشترين المحتملين بأنّ المنازل آمنة تمامًا، وذلك مقابل 1440 يوان صيني.
يصعب بيع العقارات التي شهدت حوادث وفيات غير طبيعية، خاصة في الأسواق التي تكون فيها الخرافات والإيمان بالظواهر الخارقة قوية، وعلى سبيل المثال تمتلك اليابان وكالة متخصصة في تسويق وبيع العقارات «المسكونة»، لأنها لا تجذب زبائن.
الصين تفعل الشيء ذاته لكن بشكل مختلف قليلا على ما يبدو، حيث تدفع وكالات العقارات لمختبري المنازل المسكونة لقضاء ليلة واحدة على الأقل في منازل بها مشكلات، لإثبات أنُها ليست مسكونة.
نشرت صحيفة «South China Morning Post»، ومقرها العاصمة الصينية «هونج كونج» مؤخرًا، مقالًا عن مختبري المنازل المسكونة، الذين يسافرون عبر البلاد مقابل سعر معين ويتحققون من كل زاوية وركن من المنازل التي يحتمل أن تكون مسكونة لإثبات أنّها آمنة تمامًا للعيش فيها.
طريقة العمل في المنازل المسكونة
يقول تشانغ، أحد المختبرين ذوي الخبرة في مجال البحث عن منزل مسكون، والذي يتقاضى راتبه 1 يوان عن كل دقيقة يقضيها في عقار يُقال عنه إنّه مسكون، ما يعادل 1440 يوان مقابل يوم كامل (3350 جنيها مصريا)، إنّه في معظم الأحيان يكون وكلاء العقارات والعملاء المؤمنون بالخرافات هم من يحتاجون إلى خدماته، حيث يقضي ما لا يقل عن 24 ساعة في العقار، وغالبًا ما يتصل بهم عبر الفيديو ليوضح أنّه لا يوجد ما يدعو للقلق.
يروي تشانغ: «لا يجرؤ الملاك الجدد على زيارة العقار، لذلك يدفعون لشخص آخر لفعل ذلك، لمعرفة ما إذا كان آمنًا، وهذه الوظيفة ليست مناسبة للعمل بدوام كامل، لكنها قد تكون مرنة كدخل إضافي، ويتعين على الأشخاص الذين يقومون بهذه المهمة السفر في جميع أنحاء البلاد، دون أن يعرفوا أين ستكون وجهتهم التالية».
ليست وظيفة سهلة
ويتابع مختبر المنازل المسكونة الخبير: «يقول بعض أصدقائي إنّها وظيفة سهلة، ولكني أقول لهم فقط ناموا ليلة واحدة واحصلوا على المال، يطلبون مني العثور على عملاء لكن معظمهم خائفون، ويستسلم الكثيرون بعد المحاولة الأولى».