| وعكة صحية جعلت الجدة «منى» تحفظ القرآن في 5 سنوات: «حبيت اعمل حاجة لنفسي»

يرسل لنا الله سبحانه وتعالي الرسائل الربانية في صورة موقف أو معاملة أو أي شيء من ذلك، ويفوز فقط من ينتبه لتلك الرسائل ويعمل على استثمارها والاستفادة منها، ويتدبر معناها جيدا، وهو ماقامت به السيدة «منى عبدالهادي»، أم لأربعة أبناء، وجدة لثلاثة أحفاد، حينما هاجمتها وعكة صحية وهي في مقتبل الأربعينات، لتخرج منها وهي مقررة أن تحفظ القرآن الكريم كاملا، وفي خلال 5 سنوات فقط تمكنت من تنفيذ قرارها.

الجدة «منى»، كما تحب أن يناديها الجميع، تعيش بمحافظة القاهرة وتخرجت في كلية الآداب جامعة عين شمس، بعدما درست بها علم النفس، وبدأت حكايتها مع القرآن الكريم بوعكة صحية هاجمتها في بداية عقدها الرابع بالتحديد بعدما أنجبت ابنها الرابع «علي»، وتكشف في بداية حديثها مع «»: «ساعتها حسيت إن عمري فات من غير ما أعمل حاجة لنفسي، وسألت نفسي كتير هو أنا لما هقابل ربنا هقوله أيه، فقررت إني هحفظ القرآن كله».

وبالفعل بمجرد أن تعافت أم الأربعة أبناء، همت لتنفيذ قرارها وانضمت لحلقة تحفيظ قرآن، موضحة: «بعد الوعكة على طول رحت حلقة تحفيظ، واستمريت فيها شوية وبعدين انقطعت، لحد ما وصلت 45 سنة، ساعتها بدأت التزم فعلا واستمريت في الحفظ، لحد ما قدرت احفظ القرآن خلال خمس سنين، بمعدل ستة أجزاء كل عام».

أربعة أبناء

وقبل كل ذلك كانت قد نجحت الأم «منى»، في تربية أبنائها الأربعة بشكل سليم وكذلك على مستوى التعليم فجميعهم خريجي جامعات باستثناء الابن الأصغر الذي يدرس بالصف الثالث الإعدادي حاليا، مضيفة «بناتي اتجوزوا وحاليا أمهات»، ولهذا كانت تظن أن مشاكل أبنائها انتهت وسيكون لديها الوقت والجهد لتركز على تنفيذ قرارها بحفظ القرآن سريعا، لكنها اكتشفت سريعا أن هذا ليس بالصحيح، معترفة: «كنت فاكره إن لما الأبناء بيكبروا بتقل مسؤولياتهم، لكن ده مش صحيح حتى بناتي اللي اتجوزا، كان لازم أقف معاهم في رعاية أطفالهم الصغار، لدرجة إني ساعات كنت بوصل الليل بالنهار مع بناتي، وأنا أصلا عندي امتحانات في دار التحفيظ، بس الحمد لله ربنا كان بيقدرني وبيكرمني».

رحلة مع القرآن

رحلة الجدة «منى» مع حفظ القرآن الكريم، كانت تحيطها بعض الصعوبات بداية من ظروفها الصحية غير المستقرة، ومرورا بمسؤوليات أبنائها وبيتها وأحفادها، ونهاية بصعوبة حفظ القرآن الكريم بتجويد سليم، لكنها ترى أن إخلاص نيتها لله في القيام بذلك، هو من كان يعينها بشكل كبير بالإضافة إلى مساعدة ودعم زوجها ومعلماتها بدار التحفيظ، مضيفة: «الحمد لله رغم كل تلك الظروف كنت بنجح بامتياز دايما، وقدرت كمان أحفظ القرآن ، وحتى لو بعدت شوية عنه باعرف أرجعله بكل سهوله».

ولأنها تؤمن جيدا بالحديث النبوي «خيركم من تعلم القرآن وتعلمه»، فتعمل حاليا خريجة جامعة عين شمس، على تحفيظ كل من تريد أن تحفظ القرآن الكريم، خاصة بعدما حصلت مؤخرا على الإجازة بتحفيظ القرآن، مختتمة في نهاية حديثها مع «»: «بنصح كل حد أنه يحاول يعمل حاجة لنفسه، لأن مشاكلنا الحياتية مش بتخلص وانشغالات بيوتنا وحياتنا مش هتخلص، فلازم نعمل حاجة تشفعلنا يوم ما نقابل ربنا يوم المشهد العظيم».