| وفاة حارس مدرسة في قنا أثناء تنظيف الحمامات: «كان بيقبض 165 جنيه»

15 عامًا عاشها على أمل التعيين في المدرسة، ظل يستيقظ يوميًا في السادسة صباحًا متوجها إلى المدرسة ويظل في عمله حتى الثانية بعد الظهر، يقضي أغلب وقته في نظافة الحمامات قبل حضور الطلاب ويدق جرس طابور الصباح، وأثناء عمله، سقط فجأة على الأرض نتيجة تعرضه لذبحة صدرية أطاحت بحياته، أثناء قيامه بتنظيف حمامات

نالت قصة «حارس عبد الموجود»، عامل مدرسة أبو تشت الصناعية بمحافظة قنا، تعاطف رواد السوشيال ميديا بعد وفاته أول أمس، خاصة أن أكثر مرتب حصل عليه كان 164 جنيها، في رحلة عمل بدأت عام 2004، وانتهت يوم الأربعاء الماضي بوفاته.

خبر وفاة «عم حارس»

«إلحق أخوك وقع في الحمامات».. تلك الجملة نزلت كالصاعقة على صدر أحمد عبد الموجود، شقيقه وزميله في العمل، ويتقاضي أيضًا مبلغ 164 جنيهًا، ليجري مسرعًا ليجد شقيقه الأكبر مسجى على الأرض، فطلب سيارة الإسعاف التي نقلت «حارس» إلى المستشفى، وقبل وصوله فاضت روحه إلى خالقها، وقال شقيقه «أحمد»، معلقا على حادث وفاته: «يوم التلات كان بيقول أنه حاسس بحاجة في صدره، وراح الصيدلية أخد دوا كحة وخلاص، بس تاني يوم لقيتهم بيقولولي إلحق أخوك وقع في الحمامات».

 الأسرة بالكامل كانت تعمل في المدرسة 

يروي «أحمد»، لـ «»، قصة 3 أشقاء عاشوًا سنوات من العمل غير المجزي، فشقيقه الثالث الأكبر خرج على المعاش، وهو يتقاضي الراتب نفسه، أما هو و«عم حارس»، ظلا يعملان سنوات طويلة على أمل التعيين في المدرسة، وبعد الوعود التي أخذوها لم يحدث شيئًا: «ما نعرفش نشتغل حاجة تاني لأننا ضيعنا سنين كتير شغالين بمرتب 164 جنيه، ومش معقول السنين دي كلها هتضيع على الفاضي، وفضلنا عايشن على حسنة الناس، مدرس يدينا 300 جنيه، أو حد يعطينا أي أكل».

بصوت حزين يبكي «أحمد»، على فراق شقيقه الذي لديه 3 أبناء، وأصبحوا مسئولين منه، فضلاً عن أولاده الثلاثة أيضًا: «بيتي مافيهوش شكارة دقيق، ومش معايا فلوس أجيب حاجة».