صراخ وانتقادات دون أسباب بحجة تحسين جودة العمل، تهديدات متواصلة بالرفد كلما حدث أمرًا ما، إهانة وذل لاقتها فتاة خلال عملها في الحياكة اليدوية بأحد مشاغل الخياطة، ليكون الحزن والغضب اللذان شعرت بهما بداخلها سببًا في وفاتها، بعدما أصيبت بانفجار في الأوعية الدموية؛ لتسقط داخل مكان عملها بسبب الظلم.
يروي زوج الراحلة «حمدة»، أنها اعتادت العمل في أحد مشاغل الخياطة منذ ما يقرب من عام، وكانت تتمتع بصحة جيدة وبنية جسمانية سليمة، ولم تشتكِ من أي أمراض أثناء فترة عملها: «تعرضت للإهانة والصراخ والتهديد بقطع رزقها، وحاول أصحاب العمل تهديدها بإكراهها على العمل أو تركه، ظلم شديد لم تتحمله زوجتي لتسقط على الأرض فاقدة للوعي».
بسبب الانتقادات العنيفة التي كانت دون مبرر واضح، سقطت الزوجة أرضًا بعد أن دخلت في نوبة شديدة من الغضب والحزن لتصاب بتمدد في الأوعية الدموية ويحدث لها انفجار في «أم الدم»؛ مما أدى إلى حدوث نزيف دموي شديد أدى إلى وفاتها، بمنطقة الأزرق بالأردن، بحسب العربية.
غضب واسع في الشارع الأردني بسبب وفاة الراحلة
حالة من الغضب الشديد سيطرت على الشارع الأردني بعد وفاة الراحلة، التي وصفوها بأنها شهيدة الفقر والحاجة، ووجه البعض رسالة إلى من تسببوا في وفاتها، قائلين: «الإنسان اللي كسر بخاطرها وأهانها وأحرجها وتسبب بموتها عايش إزاي وبتنام إزاي»، وتقدم زوجها ووالدتها وشقيقها أيضًا بشكوى ضد الشركة التي تمتلك مشغل الخياطة، بتهم تتعلق بالإيذاء النفسي والمعنوي والإكراه المفضي إلى القتل بالاشتراك بحدود أحكام المواد 326 و330 و76 من قانون العقوبات الأردني: «7 أشخاص في العمل ضغطوا عليها وخيروها بين العمل بساعات إضافية دون مقابل، أو الاستقالة مما أدى إلى دخولها في غيبوبة ووفاتها».
وبحسب تقرير الطب الشرعي، فإن الراحلة وصلت إلى المركز الصحي متوفاة، إذ وجدت الجثة بأنها خالية من أية علامات إصابات، كما أظهر تشريح الجثة وجود نزيف دموي واسع أسفل عنكبوتية الدماغ وانفجار في أم الدماغ الخلقية وتجمع دموي متجلط بكمية كبيرة حول «أم الدم».
ووصلت القضية إلى مكتب المدعي العام، الذي باشر التحقيق في الشكوى بحق المتسببين في الوفاة، وفق ما كشف عنه القاضي السابق لدى محكمة الجنايات الكبرى المحامي نائل العموش الذي قدم لائحة شكوى بناء على التقارير الطبية وتقرير التشريح وأقوال شهود العيان وأقوال ذوي المتوفاة، بحسب وسائل إعلام محلية.