| وقت لاستجابة الدعاء والأمنيات يجهله الكثيرون.. تعرف عليه

يدعي المسلمون الله سبحانه وتعالى في كل وقت من أجل استجابة دعواتهم وتفريج هموهم وكربهم وتحقيق أمانيهم، ويستغل الكثيرون يوم الجمعة من أجل تكثيف الدعاء والإبكار إلى المسجد للدعاء إلى الله عز جل للفوز بالجنة، وأن يكتبهم المولى من الصالحين ويكونوا بصحبة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

وهناك وقت منسيًا من أوقات إجابة الدعاء، لا يعلم عنه الكثيرون رغم ذكره في القرآن الكريم وحديث الرسول عليه الصلاة والسلام عنه، وذلك الوقت يتنزل الله سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا كي يستجيب لدعوات عباده، إذ أن المولى عز وجل يحب أن يسمع تضرع العبد إليه كي يعطيه نِعم لا تعد ولا تحصى لم تخطر ببال العباد.

وقت لا يرد الله لعبده فيه دعاء 

ويقول الشيخ محمد أبو بكر، الإمام بوزارة الأوقاف، إن الكثيرين يدعون بعد الصلوات وتحديدا بعد صلاة الجمعة، ولكنهم ينسون وقت يكون الدعاء فيه مستجاب بإذن الله وهو «وقت السحر»، ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات: «كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ».

وتابع الشيخ «أبو بكر» عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»، أن الله سبحانه وتعالى وصف عباده الذين يقومون في وقت السحر ويدعون إليه في سورة آل عمران: «الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ»، والله سبحانه وتعالى أمرنا أن نسبح في وقتين، في سورة غافر «وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ».

ويحتار الكثيرون في كيفية حساب وقت السحر، وهو ما شرحه الشيخ «أبو بكر» قائلا: «احسب وقت السحر إزاي؟، احسب الوقت بين صلاة المغرب والفجر وأقسمه على 3 واستغفر ربنا في الثلث الأخير من الليل، الوقت ده من وقت الخواص، وصفه العلماء بأنه وقت خلو المحبوبين بحبيبهم، فتخيل أنك في الوقت ده بتخلو مع حبيبك ربنا سبحانه وتعالى»، وعن سيدنا أبي سعيد الخدري قال: «بلغنا أن داود عليه السلام، سأل جبريل عليه السلام، فقال: يا جبريل، أي الليل أفضل؟ قال: يا داود، ما أدري، إلا أن العرش يهتز في السحر».

استجابة الدعاء في وقت السحر 

وأكد الإمام بالأوقاف أن أفضل وقت لاستغلاله سحر ليلة الجمعة، ويُقال إن سيدنا يعقوب، عندما قال في سورة يوسف «قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ»، فإنه لم يستغفر لهم على الفور، بل أخر الاستغفار لوقت السحر من يوم الجمعة، فهو وقت تجاب فيه الدعوات وتُحقق فيه الرغائب، «يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟»، والله سبحانه وتعالى لا يرد أحدًا أبدًا في ذلك التوقيت، والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نستغفر 70 مرة، وخاصة في ليلة الجمعة: «قِيلَ يا رسولَ اللهِ: أيُّ الدعاءِ أسمَعُ قال جَوفَ الليلِ الآخِرِ ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ»، وكل ما على العبد فعله هو الصلاة على النبي، الدعاء ثم الصلاة على النبي، والله سبحانه وتعالى يستحي أن يرد ما بين الصلاتين، ولذلك فإن الدعاء ما بين الصلاتين مقبول إكرامًا للرسول الكريم.