| «ولاء» سيدة رفضت الاستسلام للحزن بعد وفاة والدها وأبدعت في صناعة الجلود

حالة من الحزن والعزلة استمرت 5 سنوات، عاشتها فتاة تدعى ولاء حسين، من محافظة القاهرة، عقب وفاة والدها؛ إذ كانت شديدة التعلق به وبهجتها الوحيدة في الحياة، وعلى الرغم من محاولات الأسرة لإنقاذها من هذه الحالة، إلا أنها لم تجد قارب نجاة ينتشلها من حالتها سوى العمل في صناعة الجلود، والتي كانت بمثابة خط فارق في حياتها؛ وتحولت من ربة منزل مغمورة لسيدة أعمال بارزة تمتلك مصنعًا خاصًا لإنتاج جميع منتجات الجلود الطبيعية وتصديرها إلى الخارج.

وفاة الأب والبدء في صناعة الجلود

«لما بابا توفى حسيت أن الدنيا كلها وقفت قصادي».. قالتها «ولاء»، صاحبة الـ45 عامًا، في بداية حديثها لـ«»، موضحة أنها ظلت مقيدة لمشاعر الحزن والانطواء قرابة شهر كامل لا تتعامل فيه مع أحد، وشِبه مُغَّيبة عن الجميع، وأنها بعد ذلك وبطريقة غير متوقعة انضمت إلى مبادرة بعنوان «الست المصرية»، أطلقتها سيدة أعمال، تهدف إلى تعليم السيدة المصرية إحدى أنواع الحرف اليدوية؛ بما يمكنها من التعبير عن ذاتها وأيضًا تحقيق عائد مادي جيد.

اختارت «ولاء» في بداية انضمامها للمبادرة حِرفة التفصيل، إلا أنها لم تجد أي ميل تجاهها، وقبل مرور الأسبوع الأول راحت تتركها لتُجرب حِرفة أخرى وهي صناعة الجلود، وبرغم أنه لا عهد سابق بينها وهذه المهنة، إلا أنها تفاعلت معها وأحبتها بمجرد أن تلامست أصابعها مع الجلود الطبيعية وصعدت رائحتها إلى أنفها: «صناعة الجلود حرفيًا بتسحب الروح والقلب والمشاعر، وتعلقت بيها من أول مرة».

تعليم حرفة صناعة الجلود لـ7 آلاف سيدة

نتيجة للحب الشديد والتعلُّق بصناعة الجلود، كان مرور سنة واحدة على إنضمام «ولاء» للمبادرة كفيلًا لأن تُتقن هذه الحرفة بكل فنونها وخباياها، وتتحول من مُتدربة لمُدربة تسافر لمحافظات مختلفة تُعلِّم هذه الحرف للسيدات، حتى وصل عدد السيدات الخريجات اللواتي علمتهن حرفة صناعة الجلود حتى الآن حوالي 7 آلاف سيدة.

«لما بقيت مُدربة قررت أنا واتنين من زميلاتي في المبادرة إننا نعمل ورشة بإمكانايات بسيطة عندي في البيت»، بحسب «ولاء»، الحاصلة على بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة، وأنهن بالفعل بدأن في عمل عديد من منتجات الجلود الطبيعية، مثل الأحذية وحقائب اليد والأحزمة وحافظات النقود، وأن جميعها «هاند ميد».

تأسيس المصنع والتصدير للدول الخارجية

لم تكتف السيدة الأربعينية، وهي زوجة وأم لـ4 فتيات، بالورشة، بل أسست منذ عام ونصف العام مصنعها الخاص لتصميم وعمل مختلف منتجات الجلود الطبيعية بشكل يدوي، وتصديرها إلى الخارج: «الحمد لله دلوقتي ليا شغل في أغلب البلاد الخارجية زي أمريكا والسعودية والبحرين ودول تانية كتير»، وأنها تكُن كل مشاعر الحب والإمتنان لزوجها وبناتها الأربعة لِما قدموه لها من دعم وتشجيع خلال رحلتها: «أنا فعلًا لولاهم مكنتش قدرت عملت أي حاجة».