| ولد بضعف في البصر.. «أحمد» يطلق مبادرة لتعليم المدرسين طريقة برايل

«فاقد الشئ لا يعطيه بل يعطي أكثر منه»، مقولة تنطبق على أحمد علي الشاب العشريني، الذي ولد بضعف البصر لكنه عاش ببصيرة وقلب كبير اتسع لكل من حوله، ليأخذ عهدا على نفسه بأن يكون داعما لكل الأطفال ممن يعانون من صعوبات فقد البصر قبل أن يتحدى إعاقته ويواجه الصعوبات بدعوات الأم صاحبة الحبّ والعطاء والتّضحية. 

الحلم لم يتحقق في البداية 

ابتسامة رسمت على تعابير وجه الشاب أثناء تواجده داخل إحدى الفصول بمركز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، فها هو حقق حلمه الذي تحدى الصعوبات من أجله منذ أن كان في المرحلة الثانوية بعدما حصل على مجموع يؤهله لدخول كلية التربية الخاصة إلا أنه لم يجد أمامه سوى كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة المنيا، ولم يستطع حينها السفر خارج محافظته والابتعاد عن أسرته، خاصة والدته أقرب المقربين إلى قلبه، فقرر أن يواصل اجتهاده وينهي دراسته بتقدير يمكنه من الاقتراب من تحقيق الحلم وفق حديثه لـ«». 

تحدى العقبات ومساعدة الأطفال من ذوي الهمم

انتهت السنوات الـ4 في الجامعة وحصل بالفعل على تقدير عام جيد مرتفع بكلية الآداب، ليحصل بعدها على الدبلومة التربوية ويتمكن من التدريس، بعد حصوله على تقدير جيد جدا، كما حصل على نفس التقدير في الدبلومة المهنية لتتهلل أساريره وتشجعه والدته على المضي قدما في تحقيق حلمه، ويبدأ الآن في البحث عن مراكز التأهيل لذوي الاحتياجات الخاصة ليعمل بها معلما للأطفال من ذوي الهمم. 

وهب أحمد كل ما تعلمه في هذه الحياة للأطفال من ذوي الهمم، فلا يرغب في أن يعيش الأطفال نفس مأساته أثناء التعلم و صعوبة الوصول إلى المعلومات أو حتى شعور الوحدة الذي كان يشعر به أحياناً كثيرة، قائلا «مش حابب يدوقوا نفس اللي دوقته وعايزهم أحسن من الدنيا كلها، وبحس إني أكتر واحد حاسس بيهم لأني منهم وهم مني، ولما اخترت فئة طيف التوحد لأنهم أكتر فئة إحساسهم عالي واستجابتهم سريعة ومحتاجين الدعم بجد». 

مبادرة لتعليم المدرسين استخدام طريقة برايل 

لم يكتف أحمد علي صاحب الـ25 عاما بالتدريس لذوي الاحتياجات الخاصة بل أطلق مبادرة لطلبة الجامعات والخريجين وأخصائيين التربية الخاصة عن كيفية التعامل مع الأطفال فاقدي البصر، وتعليمهم القراءة والكتابة بطريقة برايل، «نفسي الناس كلها تعرف تتعامل إزاي مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة في تعليم الأطفال لطريقة برايل، لأن في عدد كبير من الأطفال فاقدي البصر مابيعرفوش يستخدموا طريقة برايل» بحسب حديثه.