محمد وتمثال صنعه باستخدم النحت التجميعي
أحلامًا جمة تراود مخيلة الإنسان، والنجاح هو الشيء الوحيد الذي يصبوا إليه الجميع، فلن ينجح أحد دون أن يمر بمحطات التعب والمشقة واليأس، تلك أمور بديهية لايعرفها سوى من حقق نجاحًا ماليًا وعمليًا.
من خلال وضع الأهداف ورسم الأحلام، استطاع شاب ثلاثيني منذ اللحظات العمرية الأولى من حياته، أن يعرف قيمة التعب والشقاء، ليصير مبدعًا في تخصصه، بل وفي كل المجالات التي عمل بها، بعدما حول إنتاج الحرفيات إلى تحفًا فنيًا.
«محمد نجيب»، 36 عامًا، عمل نجارًا ونحاتًا، امتهن «الفن التجميعي» مؤخرًا بشكل ذاتي دون الاعتماد على أحد، وهو عبارة عن عدة أعمال فنية مختلفة، كانت تُعرف قديما بـ «الفنون الجميلة».
بدأ «نجيب» تعلم الحرف المختلفة في سن الطفولة، وكان يعمل بجانب دراسته في ورشة نجارة بـ «دمياط»، مستغلًا قرب مسكنه بمحافظة المنصورة.
يحكى «محمد»، في بداية حديثه مع «»، أنه أحب هذه المهنة والصنعة بشكل كبير منذ أن وجد نفسه طفلًا صغيرًا في عالمها الكبير، كاشفًا أن رحلته معها تتعدى حاجز الربع قرن وبالتحديد 26 سنة، موضحا أن الإنسان حين يحب عمله في الغالب ينجح فيه طالما يجتهد ويؤدي ما عليه، لافتا إلى أن هذا ما حدث معه بالفعل وتمكن من أن يفتح ورشته الخاصة بالنجارة في عام 2013، (على ما حسب ما تُخبره به ذاكرته).
نحت ونجارة
ولأن الشخص الناجح يطمع دائمًا في مزيد من النجاح، لم يكتف النجار الماهر بتلك المهنة فقط، وأقدم على تعلم النحت، الذي عرفه من خلال مهندس ديكور بدمياط، يضيف: «كان بيني وبين مهندس ديكور شغل، ومن عنده اتعلمت فن النحت، وواحدة واحدة بقيت شاطر فيه زي النجارة، والموضوع مخدتش مني وقت كتير تقريبا حوالي 5 سنوات من 2008 – 2013».
3 بنات وولد
«محمد» من مواليد المنصورة، ذو أصل نوبي، يعيش برفقة زوجته وأطفاله «3 بنات وولد»، حاله كحال أي صنايعي وفنان، تمر عليه أوقات لا يطلب من أعمالا كثيرة، لم يستسلم للظروف المفروضة عليه في تلك الأوقات بسبب قلة العمل، مُستغلا صناعة منتجات فنية مختلفة قد لا يطلبها منه عملائه قريبًا.
يشير«محمد» إلى أن الأمر لا يقتصر على ذلك، فأحيانًا يحاول استغلال هذا الوقت المتاح في تعلم حرفة أو فن جديد، كاشفًا أنه نجح مؤخرًا في تعلم فن النحت التجميعي، موضحًا أنه فن عُرف بعد الحرب العالمية الثانية، وعاد استخدامه من جديد في الوقت الحالي بالديكورات العصرية الحديثة، ولهذا تعلمه وأنتج أعمالا نالت استحسان كل من شاهدها.
ورشة تعليم وجاليري
يرى النجار والنحات، أنه حقق الكثير من أحلامه على مستوى حياته العملية والشخصية، قائلا: «مازال يوجد حلمين لدي لم أحققهما، وسأسعى بكل الطرق لتحقيقهما كما حدث مع أحلامي السابقة».
ويختتم «محمد» حديثه مع «»: « حلمي الفترة المقبلة بـ حتة حلوة أعمل فيها جاليري أعرض فيه شغلي بالنجارة والنحت والنحت التجميعي، ورشة لتعليم كل هذه الحرف».