ابتسامة رضا تظهر على وجه «عم ياسر» الرجل الخمسيني، صاحب الملامح الطيبة واللحية الخفيفة التي ظهر فيها اللون الأبيض بوضوح، وهو يقف بجوار عربته الحديدية الصغيرة، بأحد شوارع حي باب الشعرية محافظة القاهرة، والمحملة بأنواع مختلفة من أطباق الحلوى يعدها بنفسه، مثل الأرز باللبن السادة، أو المضاف إليه قطع البسبوسة والكنافة.
«عم ياسر» يترك النجارة ويتجه لبيع الحلوى
«زمان كنت شغال عامل نجارة باب وشباك بس سيبت الشغلانة لأن رزقها كان قليل»، هكذا روي ياسر أحمد، صاحب الـ50 عامًا، خلال حديثه لـ«»، بداية عمله إذ كان اتجه لمهنة النجارة ثم بيع الفطير باللبن رفقة أقربائه: «جوز خالتي كان عليه شوية فطير باللبن ميتعوضوش»، ولكنه منذ حوالي 20 عامًا، استقر به الحال على تلك العربة الحديدية لبيع أطباق الحلوى.
رغم اقتصار أطباق الحلوى التي يقدمها «عم ياسر» لزبائنه، على نوعين فقط وهما الأرز باللبن السادة، والمضاف إليه قطع البسبوسة والكنافة، إلا أنه يجد رزقه الكافي فيهما: «الحمد لله أتجوزت من المهنة دي وعلمت عيالي.. وكل واحد له رزقه، بتوع المحلات ليهم رزقهم وإحنا لينا رزقنا وربنا مبينساش حد»، إذ أنه يقدم أطباقه بأسعار تتراوح بين 7 و10 جنيهات، ويحرص دائمًا على كونها نظيفة ومغلفة وطازجة.
«عم ياسر»: ربنا بيدينا اللي عايزينه وزيادة
«بصحى من الفجر أحضر في الحاجة وبعد العصر بكون جهزتها وببدأ أطلع أدوَّر على رزقي».. هكذا شرح الرجل الخمسيني يومه، وأنه يقضي ساعات يومه متجولًا من شارع لآخر ومن منطقة لأخرى بحثًا عن رزقه، وعندما يضنيه التعب يتخذ من إحدى المقاهي مجلسا ليتناول كوبًا من الشاي على أن يسترح قليلًا، ومن ثم يواصل عمله مجددا: «بتعب بس اللقمة الحلال طعمها حلو، وأنا اتعودت على الشقاء والتعب من صغري ودايمًا ربنا بيدينا اللي عايزينه وزيادة بس لازم نشتغل ونعمل اللي علينا».