راحة نفسية كبيرة يجدها الشاب العشريني «عبدالرحمن»، ابن محافظة القليوبية، كلما اختلى بنفسه داخل مرسمه، إذ يداعب اللوحات بفرشاته ويشكل عليها ما يروق له، حتى بات يُتقن الرسم بعدة طرق، أهمها الرسم بأسنانه وقدمه، بالإضافة إلى الرسم دون النظر على اللوحة تمامًا، وهو ما كان سببًا في ذهول كل من يراه.
بداية «عبدالرحمن» في الرسم
روى عبدالرحمن يونس، صاحب الـ25 عامًا، أنه بدأ رحلته مع فن الرسم متأخرًا، إذ كان وقتها طالبًا في المرحلة الإعدادية، ولم يستمر في ممارسته طويلًا حينها أو يهتم بتطوير مهاراته بل تخلى عنها في المرحلة الثانوية، لتكريس وقته للمذاكرة والتحصيل الدراسي: «لما دخلت جامعة رجعت أرسم وأنا في سنة تانية، وبدأت أطور نفسي وأتعلم الرسم بأدوات مختلفة»، وأنه خلال عام واحد أصبح متقنًا لرسم «البورتريه» بأدوات مختلفة مثل القلم الرصاص والفحم والباستيل، حتى وصلت مهاراته إلى ما هو أبعد من ذلك.
«دلوقتي بعرف أرسم وأنا ماسك الفرشة بأسناني أو بصوابع رجلي، كمان تعلمت أرسم وأنا واقف خلف اللوحة من غير ما أبص عليها».. قالها «عبدالرحمن»، ابن مدينة بنها محافظة القليوبية، وأنه بدأ في التدرب على تلك المهارات منذ عام، واحتاجت منه الكثير من الوقت والجهد حتى وصل لهذه الدرجة من الاتقان، كما أنه أتلف الكثير من اللوحات.
وأضاف أن أبرز تجاربه في الرسم بأسنانه كانت «بورتريه» للاعب تنس الطاولة المصري إبراهيم حمدتو؛ إذ أراد دعمه من خلاله: «كل رسمه بعملها بيكون لها فكرة معينة، والمرة دي أخترت أني أرسم اللاعب إبراهيم حمدتو في الفيديو بأسناني وهي نفس الطريقة اللي هو بيلعب بيها علشان أقول له أنت مش لوحدك وكلنا معاك»، وأن «حمدتو» شاهد الفيديو وتواصل معه مُعبرًا عن شكره وإعجابه.
«عبدالرحمن»: لو قدرت أسند شخص واحد يبقى أنا نجحت
من الطرق الأخرى التي أتقنها «عبدالرحمن»، كانت الرسم باستخدام القدم، بالإضافة إلى الرسم من خلف اللوحة دون أن ينظر إليها إطلاقًا، كما روى خلال حديثه أنه يعتمد في هذه الطريقة على قدراته الحسية أثناء حركة يده، وأنه لا يهتم بملامح الرسمة فقط بقدر أن تكون ذات فكرة: «بالنسبة لي الرسم رسالة.. لو أنا أثرت في شخص واحد بس في العالم كله وعرَّفته أنه مش لوحده، يبقى أنا كده نجحت وقدمت حاجة مفيدة».
وبالرغم من المهارات الكبيرة التي يتمتع بها الشاب العشريني في الرسم، إلا أنه يواجه النقد في بعض الأحيان، إذ يعتبر البعض أن ما يفعله لا يزيد عن كونه مَضيَّعة للوقت، إلا أنه لا يضع كل تلك النماذج في الحسبان، كما أنه اعتاد ألا يُخبر أحدًا بما ينوي رسمه أو تعلُّمه حتى أفراد أسرته، إذ يفعلها أولًا ثم يترك لهم الدهشة والتعجب: «بدخل المرسم بتاعي وأقفل على نفسي ومعرَّفش حد أنا بعمل أيه، بعد ما بخلص الرسمة وأصور نفسي فيديو وأنا برسمها، بخرج لأهلي أوريهم فبتعجبهم وبيستغربوا جدًا»، وأنه يجد كل راحته في التواجد داخل مرسمه، حتى دون أن يرسم.