حياة طبيعية عاشها الرجل الستيني رأفت أحمد، وهو يعمل في مهنة الحدادة، إلا أنه ومنذ عام ونصف ترك عمله وصاحَب منزله، ما جعله عُرضه للفراغ والوحدة ومن ثم الإصابة بعدة اضطرابات نفسية، أبرزها الاكتئاب، وأخيرا الزهايمر الذي تملك من عقله وجعله يخرج منذ يوم الاثنين هائمًا على وجهه دون أن يعلم أحد وجهته، تاركًا زوجته وأبنائه يفتشون الأماكن من بعده دون فائدة.
إصابته باكتئاب وزهايمر
بصوت مكتوم حزين، روت عواطف فتحي، ابنة حي الزاوية الحمراء بمحافظة القاهرة، خلال حديثها لـ«»، أن زوجها رأفت أحمد، صاحب الـ60 عامًا، كان يعمل حداد، إلا أنه ترك صنعته قبل نحو عام ونصف العام، وأنه أكثر من الجلوس بمفرده خلال تلك الفترة ولم يختر أحدًا ليؤنسه إلا الفراغ والوحدة، ما نتج عنه في النهاية الإصابة بالاكتئاب، ليبدأ من بعده في صعود درجات سلم الأمراض النفسية تدريجيًا.
«بعد الاكتئاب بدأ يقعد لوحده أكتر وده سببله 3 جلطات على المخ»، بحسب الزوجة، وأُصيب مؤخرًا بالزهايمر، وهو أدخله في حلقة مظلمة من التوهان وعدم التعرف على كل من حوله، حتى راح يُطيح به أخيرًا ويدفعه للطرقات دون وجهة واضحة: «رحنا أول امبارح يوم الاتنين نخلص ورق في البوسطة وكان هو مستنيني من برا، ولما طلعت ملقيتهوش»، مؤكدة أنها أسرعت بالبحث عنه في الشوارع المحيطة على أمل الوصول إليه، إلا أنها في النهاية عادت إلى المنزل بمفردها.
تحرير محضر
«رجعت قلت لعيالي وطلعوا دوروا عليه في المستشفيات والأقسام لكن برضو مفيش فايدة ومش عارفين نوصله.. خايفين عليه جدا لأن حالته الصحية صعبة بسبب الزهايمر وهيتبهدل في الشارع»، وفقًا لـ«عواطف»، مؤكدة أنها المرة الأولى لزوجها التي يغيب فيها عن المنزل بهذه الطريقة، مشيرة إلى أنهم حرروا محضرا في قسم شرطة الزاوية الحمراء، وحاولوا الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي من خلال نشر صورته؛ أملا في تعزيز فرصة الوصول إليه.