ما إن يمر أول أسبوع في يناير، حتى تبدأ التحذيرات والاستعدادات لاستقبال أبرد شهور العام، إذ يبدأ شهر طوبة يُكشّر عن أنيابه لمدة 30 يومًا تبدأ وفقا للتقويم المصري، يوم 9 يناير وتنتهي يوم 7 فبراير من كل عام ميلادي، وبالفعل حذّرت هيئة الأرصاد الجوية من انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، يبدأ خلال ساعات، يشعر معه المواطنون ببرودة قارسة ويسود طقس شتوي بامتياز، في ظل نشاط الرياح وغياب أشعة الشمس وتساقط الأمطار متفاوتة الشدة.
بداية شهر طوبة
شهر طوبة هو الشهر الخامس من السنة المصرية القبطية، يبدأ في 9 يناير/ كانون الثاني، وينتهي في 7 فبراير/ شباط في التقويم الميلادي «الجريجوري»، ويسبق شهر طوبة في التقويم شهر كهيك المشهور بقصر يومه وطول ساعات ليله، ويعقبه شهر أمشير المميز بزعابيبه، ومن المتصور أنّ معنى الاسم مصري قديم «تا إيبت» الذى اُشتق منه اسم طيبة، بمعنى الأقصر إشارةً لعيدها القومي بالإله آمون، بحسب المهندس عصام جودة رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم الفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء.
وخلال 30 يومًا يعيش المواطنون طقسًا باردًا تنخفض خلاله درجات الحرارة بشكل ملحوظ، وبسبب برودة هذا الشهر، أُطلق عليه أمثالًا شعبية عديدة منها «طوبة تخلي الصبية كركوبة»، لما يعرف عن هذا الشهر بالبرد والرطوبة، وأيضًا «طوبة أبو البرد والعنوبة أي الآلام»، و«طوبة.. البرد والعجوبة»، ويُقال أيضًا «طوبة.. تخلي الصبية جلدة والعجوزة قردة»، و«في طوبة الغطاس عيد القلقاس»، و«اللي مياكلش قلقاس يصبح جتة من غير راس»، وعندما يشتد الهواء وتزيد البرودة يقال: «الاسم لطوبة والفعل لأمشير»، و«امشي يا طوبة.. ياللي ما بليتي عرقوبة».
تقسيم شهر طوبة إلى 3 أقسام
ويقول سامي حَرَك الكاتب في دراسات الهوية المصرية، إنّ المصريين قديمًا قسّموا شهر طوبة لثلاثة أقسام طوبة «عشر تيام برد لهلوبة»، وطبطب «عشر أيام طبطبة (رعشة من البرد)»، وطباطب «عشر أيام طباطب حبة برد وحبة نطرة».
وأضاف الكاتب في دراسات الهوية المصرية، أنّ أصل اسم «طوبة» من «تا-وبت» أقدم اسم لمدينة الأقصر «طيبة»، أما جذور الاسم من «تا-بت/ طابة» واحد من أقدم أسامي مصر القديمة ومعناه أرض ربة السما «بت»، كما يوجد جذر آخر لاسم الشهر وهو «تا-عبت» ويعني موسم القرابين، وتصريف الاسم «طوبة» ظهر بالحرف القبطي.
وخلال 30 يومًا يؤثر علينا شهر طوبة ببعض الزعابيب التي يخلفها لزميله أمشير الذي يعقبه، وقليل من الدفء من شهر برمهات، ومن المعروف أنّه في أيام البرودة القارسة يلجأ المصريون كالعادة إلى حساء العدس، والفول السوداني، والبرتقال واليوسفي، والبطاطا المشوية، والسحلب والقرفة بالزنجبيل والشاي للدفء والهروب من قسوة برده.