في إحدى المرات طلب منه بعض أساتذته أن يقدم عرضًا مسرحيًا، أمام مجموعة كبيرة من الناس، ولم يكن تعود على مثل هذا الموقف، فأدى العرض على أكمل وجه وأحسن صورة، حتى أبهر جميع الحاضرين بموهبته التي لم يكن يعرفها أحد، فخاض بعد ذلك العديد من المسابقات وحصل على مراكز أولى.
يوسف السيد 19 سنة، يدرس بالصف الثالث الثانوي الأزهري، أحب منذ صغره القراءة وتقليد الأدوار التمثيلية التي يشاهدها على التلفاز، فكان كلما رأى مشهدًا يقوم بتمثيله مع نفسه في حجرته الصغيرة.
«يوسف»: بحب القراءة والتمثيل من صغري
يروي ابن قرية بني غالب بمحافظة أسيوط، لـ«»، قصته مؤكدا أنه يحب المشاهد الدرامية التي تحتوي على قصص ذات مغزى، أو مشاهد الصراعات والحروب، وخاصة في الأعمال التاريخية: «كنت لما بسمع مسلسل وأشوف البطل يحارب بسيف أعمل زية، وأجيب عصاية واحركها زي ما بيعمل» ولكن لم يكتشفه أحد إلى أن جاءت الفرصة.
بداية اكتشاف موهبة الطالب
«من سنة ونص كان فيه مسابقة تمثيل في مدرسة روضة أطفال عندنا في القرية، وكنت أول مرة أتحط في الموقف ده وكنت متردد»، بحسب «يوسف»، مؤكدا أنه بهمة وعزم قرر خوض المغامرة، ليكتشف الحاضرون بعد ذلك أنه يجيد تقمص الأدوار بشكل رائع: «بعد ما عملت المسرحية الأولى ليا بقيت بقدم كل يوم عروض مختلفة قدام ناس كتير» فكان ذلك عاملًا قويًا في تنمية المهارة لديه حتى أصبح الأمر بالنسبة إليه متعة، وكانت تلك هي البداية ليخوض المسابقة الأكبر.
فاز معهده بالمركز الأول وبالمركز الثاني في مسابقة تحدي القراءة
أعلن المعهد الأزهري، الذي يدرس فيه «يوسف» أن هناك مسابقة في فن المسرح بين المعهد وبين المعاهد الأخرى على مستوى محافظة أسيوط، فكان ذلك بالنسبة له فرصة عظيمة: «قدمنا في المسابقة واختارت مجموعة من صحابي في المعهد ودخلنا بمسرحية إسلامية».
بعد خوض هذه المسابقة فاز معهد قرية بني غالب الذي ينتمي إليه بالمركز الأول في المسابقة بفضل المهارات التي يتمتع بها في التمثيل والأداء، وفقا للطالب: «أنا اللي كتبت السناريو، ووزعت الأدوار على زملائي وحاولت أسهلهم الموضوع قدر الإمكان».
وبعد هذا الفوز تأهل المعهد ليخوض مسباقة أكبر على مستوى الجمهورية، ولكن لم يكن ذلك إلا بعد مزيدا من التدريب للطلاب الفائزين: «قالولنا هانجبلكم مخرج يدربكم أكتر قبل ما تسافروا القاهرة»، وكان في العام الماضي وقبل هذا الفوز حصل على المركز الثاني في مسابقة تحدى القراءة العربي على مستوى المحافظة.
يحلم الطالب الأزهرين أن يعمل ممثلًا وخاصة في الأعمال التاريخية الإسلامية، بجانب دراسته في الأزهر: «هدفي أدخل كلية شريعة وقانون، وأكون ممثل كبير».