«الولد اللي بيقرأ قرآن في الإاعة المدرسية بمدرسة ناصر، عايزة أقوله تسلم يا ابني البطن اللي جابتك والإد اللي ربتك، ما شاء الله عليك، أقسم بالله أنا بتمنى الصبح الطريق يقف عشان أسمعك للآخر».. منشور كتبه أحد الحسابات على فيس بوك، وتداوله كثيرون على نطاق واسع، رغبة منهم في معرفة صاحب الصوت العذب، الذي تبيّن أنّه طالب بإحدى المدارس الثانوية، لم يتخط عمره 17 عاما.
تفاعل كبير
التفاعل الكبير الذي لقيه المنشور، وتداوله على نطاق واسع، كان سببا في رؤية والد الشاب الصغير له، والتي أفصحت عن هوية نجلها «يوسف»، ليعيد الحساب الأصلي الذي دوّن المنشور للمرة الأولى، تعديله بإضافة معلومة الوصول إلى صاحب الصوت العذب، مرفقا برابط فيديو لـ«يوسف» أثناء تلاوة القرآن.
بعد الكشف عن صاحب الصوت العذب، انهالت التعليقات على المنشور، مطالبة الشاب الصغير بإنشاء صفحة له على فيس بوك ونشر فيديوهاته وهو يقرأ القرآن، ليجد الأطفال قدوة لهم بعيدا عما يشاهدونه على تيك توك، وللاستمتاع بالصوت العذب.
تقليد تلاوة الشيوخ بعمر 5 سنوات
حين كان «يوسف» بعمر 5 سنوات، بدأ تقليد أصوات قراء القرآن الكريم، وكان متأثرا بتلاوة القارئ ياسر الدوسري، وغذا الموهبة التي ظهرت على الصغير وورثها عن والده، دراسته في الأزهر الشريف، وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم، يقول الشاب الصغير لـ«»، إنّه انتقل للعيش خارج البلاد مع والده لمدة 3 سنوات، تعلّم فيها تجويد القرآن الكريم على يد والده.
لا يعرف «يوسف» هوية صاحبة المنشور، وبعد أن أخبرته والدته بما رأته على فيس بوك، فوجئ بسيل من الرسائل والتعليقات التي طالبته بإنشاء صفحة ونشر فيديوهاته عليها، يقول: «لم أفكر في تلاوة القرآن لغيري من قبل، كنت أفكر في الحفظ لنفسي فقط وللصلاة إماما».
حلم إمامة الحرم المكي
يصلي «يوسف» إماما بأحد المساجد بجوار منزله، بعد أن أعتذر الإمام عن الصلاة ورشحه أحد أقرانه، وبعد الصلاة وتلاوته للقرآن الكريم، طلب منه المصلين الاستمرار بالصلاة بهم كإمام في الفروض كافة.
يحلم الشاب الصغير بأن يكون إماما للحرم المكي، وهو ما رآه في منامه مرتين، يقول: «حلمت إنّي إمام الحرم المكي مرتين، مرة في صلاة المغرب والتانية في صلاة العشاء»، متمنيّا إتمام حفظ القرآن الكريم كاملا في أقرب وقت، والحصول على درجة الدكتوراه في التوحيد والعقيدة والفقه المقارن، إضافة إلى دراسة الطب تحقيقا لحلم والدته.