| 1.8 مليون جنيه تنقذ الطفل «مالك» من مرض نادر: «كل حتة في جسمي بتوجعني»

بين أروقة المستشفيات وعلى أسرتها، يتشبث بالحياة التي لم ينعم فيها باللعب والمرح، كأقرانه، فيستمد القوة لفترة وجيزة من أنابيب نقل الدم التي أنهكت ذراعيه الصغيرين لنحو 7 ساعات كل 21 يوما، بسبب نقص نسبة «الهيموجلوبين» وتراكم الحديد على الطحال لدى الطفل مالك محمد جمال، فأضعف جسده غير مكتمل النمو، بينما يتنامى داخله أمله في الشفاء.

معاناة مريرة؛ تعيشها أسرة الطفل «مالك»، صاحب الـ4 أعوام ونصف، منذ اكتشاف إصابته بمرض نادر منعه من العيش كغيره من الأطفال في عمره، أضعف مناعته ويهدد حياته، خاصة بعد تدهور صحته واحتياجه لنقل الدم كل 3 أسابيع في ظل ظروف أسرته البسيطة.

«مالك» يحتاج 7 ساعات لنقل الدم كل 3 أسابيع

«أنيميا البحر المتوسط»، مرض أصاب الطفل «مالك» من مدينة طنطا، تسبب في نقص نسبة «الهيموجلوبين» بالدم لديه، لذا يحتاج لنقل دم كل 3 أسابيع، يقضي 7 ساعات في كل مرة منهم، بحسب حديث والدته مع «»، إذ ظهرت الأعراض عليه بعمر عامين ونصف، لتخوض أسرته رحلة طويلة مع الأطباء لمعرفة مرضه. 

 

«أنيميا البحر المتوسط» تهدد الطفل بإزالة الطحال وسقوط الأسنان

خطورة المرض على «مالك» تمثلت في زيادة نسبة الحديد بجسده الصغير وتراكمها على الطحال، ما تسبب في زيادة حجمه، لذا يُهدد باحتمالية إزالته، بجانب تكسير الأسنان، وفقا للأم، التي لم تتمكن من تجاوز مخاوفها ورحلتها المريرة بين المستشفيات ومعامل التحاليل، تلقى فيها طفلها حقن وعقارات مختلفة: «طفل 4 سنين ونص مبيروحش الحضانة زي باقي سنه عشان معندوش مناعة، ومينفعش يكون موجود في أي تجمعات».

والدة «مالك»: بيعيط على طول ويقولي كلي وجعني يا ماما.. كلامه بيوجع قلبي

«يبكي طوال الوقت ويشكو من أوجاع تنال من كل جسده الصغير»، بدموعها المنهمرة وأنينها المكتوم نقلت والدة «مالك» جانبًا من معاناة طفلها المتكررة التي تقف أمامها عاجزة: «كلامه بيرشق في قلبي.. لما بيقولي كلي واجعني يا ماما»، إذ كانت تتمنى أن تتوافق نتائج تحالي صغيرها مع شقيقته حتى تتبرع له بالنخاع، لكن خاب أملها، إذ لم تتوافق نتائج تحاليلهما سويا، لتبدأ الأم رحلة أطول في البحث عن أمل لشفاء صغيرها. 

والدة مالك: «نفسي ابني يعيش زي باقي الأطفال»

خلال مساعيها الدؤوبة، علمت الأم بوجود بنك للنخاع خارج مصر، إذ تنفذ تلك العمليات في تركيا، لتصدمها التكلفة الباهظة التي تصل لنحو مليون و800 ألف جنيه، بينما ظروف الأسرة بسيطة غير قادرة على ذلك المبلغ، لكن الأمل لم يغيب عنهم، فقرروا فتح حساب للتبرعات منذ أسبوع تحت إشراف وزارة التضامن، بهدف جمع تبرعات لعلاج الطفل.

تأمل «مالك» المساعدة في التبرع لجمع ذلك المبلغ الكبير، إذ أن حالة الطفل تسوء مع مرور الوقت، ويحتاج للعلاج السريع، إذ تتمنى والدته بشدة: «نفسي ابني يعيش زي أي طفل.. وميقوليش اشمعنا أنا باخد علاج وبنقل دم، ويبقى طفل طبيعي».