استغلوا صداقتهم الطويلة في فعل ما يفيد الآلاف من أبناء بلدتهم لذا تعاونوا لإنشاء جمعية خيرية بغرض مساعدة أهاليهم وذويهم من المحتاجين، بمجهوداتهم الشخصية وبمجهودات المتبرعين من أهالي بلدهم، وأيضًا من جميع المركز المجاورة لهم، فرغم وجودهم في شمال الصعيد، إلا أن التبرعات تأتي إليهم من شتى المحافظات كالقاهرة وإسكندرية، وذلك لحسن سمعتهم في مساعدة غير القادرين.
محمد سيد، من سكان محافظة بني سويف، عمره 35 عامًا، أحد مؤسسي العمل الخيري ببلدته، دعا إلى إنشاء جمعية خيرية مع 19 صديقًا له، خاصة أنهم أصدقاء منذ صغرهم، فخطر ببالهم تأسيس هذه الجمعية منذ عام 2018، ففي بداية الأمر كان الشاب الثلاثيني يقوم بمساعدة فئة السائقين فقط، وذلك لظروف عمله، فهو كان رئيس مجلس إدارة نقابة السائقين ببني سويف، ولكن بعد فترة من الوقت قرر بأن يقدم الخير والدعم لباقي الفئات المختلفة «معاقين وأرامل وأيتام»، حسبما قال لـ«».
أعمال هؤلاء الشباب ليست مقتصرة على السعي في عمل خيري واحد، فهم يسعون لتقديم العديد من الأعمال الخيرية المختلفة، سواء توزيع لوجبات الطعام على المسافرين عبر قطار السكك الحديدية، وأيضًا توفير الوجبات على مختلف المستشفيات الموجودة على نطاق محافظة بني سويف، بحسب ما يوضح محمد سيد، خلال حديثه: «من بداية انتشار فيروس كورونا، وإحنا كنا بنعمل وجبات للأطقم الطبية في مستشفيات العزل»، وذلك من خلال مطبخ الخير، كما يطلقون عليه.
تجهيز عرائس أيتام ومساعدة الغارمات
وأما عن مساعدتهم للغارمات، أوضح الشاب الثلاثيني، بأنهم دائمًا يبحثون عن تلك الحالات لإنقاذها، مُشيرًا إلى حالة كانت في مركز ببا لسيدة عجوزة، سُجنت بسبب ديون عليها تصل إلى 60 ألف جنيه، لتجهيز ابنتها من أجل الزواج: «نزلنا حالتها على الجروب الخاص بتاعنا وولاد الحلال ساعدونا في باقي المبلغ وطلعت من الحبس الحمدلله»، موضحًا أنهم يجمعون المبالغ على نظام أسهم، فكل سهم يتراوح بين 200 و250 جنيها، مشيرًا إلى أنهم استطاعوا خلال العام تجهيز 6 عرائس أيتام: «عشان الحمدلله شايفين في شغل في أرض الواقع».