داخل ورشتة الصغيرة الواقعة على بعد أمتار من سوق إمبابة القديم، يجلس إبراهيم محمد، 61 عامًا، على كرسيه الخشبي ينتظر زبائنه الذين يأتون من كل حدب وصوب حاملين «مانيكانات» متهالكة غير صالحة للعرض، إذ يعيدها إلى سيرتها الأولى بحرفية شديدة أمام أوجه المحلات.
الرجل الذي يصف نفسه بأنه أول مرمم للمانيكانات في منطقة إمبابة يرى أن مستقبله المهني ليس مهددًا بالاختفاء والاندثار، وذلك نتيجة ارتفاع تكاليف صناعة «المانيكانات» فهي باهظة الثمن، ويضيف في بداية حديثه لـ«»، قائلا: «دي مهنتي بقالها أكتر من 20 سنة، بشتري المانيكانات القديمة المتكسرة من المحلات.. بناخدها متهالكة وبتطلع سليمة زي الجديدة بعد الصيانة.. الزبون بيستلمه جديد ويعرضه ويلبسه بضاعته وبيتحط في واجهة المحل كأنه لسة مشتريه.. لكن عمرها ما هتنتهي بالعكس الناس محتاجة توفر نفقات في الوقت الحالي».
عملية إصلاح وصيانة المانيكان
لم يكتف «إبراهيم» ابن محافظة الجيزة بعملية إصلاح وصيانة المانيكان، لكنه يتولى مهام أخرى في إعادة ترميمه حتى يصبح كالجديد تمامًا «بصب راس المانيكان في البداية وبعدين بعمل طقم أكتاف.. وبعدين بيدخل مرحلة المعجون والسنفرة.. وآخر مرحلة هي دهان اللاكيه.. وبيطلع بحسب اللون اللي محتاجه الزبون سواء أبيض أو رمادي أو أسود.. لكن في الرجالي الموضة هي الأسود..والحريمي بياخد اللون البيج».
تصليح المانيكان بأسعار مخفضة
داخل ورشة إصلاح البضاعة التي أتلفت خلال سنوات، وقف «إبراهيم» وسط أكثر من 100 مانيكان، قائلا:«كل البضاعة اللي بتيجي الورشة متكسرة بترجع للحياة من تاني.. بنبيعها بأسعار في المتناول.. المانيكان الجديد في السوق سعره ميقلش عن 1500 جنيه.. إحنا بشتريه بسعر بسيط وبنبيعه بـ500 جنيه».
يروي مرمم المانيكانات تفاصيل يومه الذي يقضيه جوار العاملين معه في ورشته، موضحا أنه يستلم البضاعة الواردة كل صباح، ويبدأ في العمل عليها، بينما يستغرق الانتهاء منها عدة ساعات أو أيام بعض الأحيان «ترميم المانيكان في العادة بينتهي في وقت غير محددعلى حسب حالته.. في واحد بيخلص خلال ساعة واحدة في إيد الصنايعي.. وممكن غيره يستغرق يوم كامل على حسب حالة التهالك.. وأكتر مانيكان كان صعب إصلاحه ورممناه كان متداس عليه من عربية».
سبب خفض أسعار تكلفة ترميم المانيكان
ويضيف أنه يتعمد خفض أسعار تكلفة ترميم المانيكان بسبب حصوله على كميات كبيرة منها، خاصة تلك التي تستغني عنها المحلات الشهيرة: «زبايني بيجوا من القاهرة ومحافظات كتير..عشان أسعاري حنينة.. أنا أول واحد أعمل صيانة وترميم.. وفي نفس الوقت في محلات كتير بتستغنى عن ترميم المانيكان أنا بشتري منها.. وفي محلات بتبعتلي المتكسر وبيرجع تاني جديد».
ابتكار أشكال مختلفة
ورغم استمرار شكل المانيكان منذ وجوده في الأسواق وعرض الملابس عليه، إلا أن إبراهيم أضفى على المنتج المصنوع من «الفيبر» بعض التقاليع، متابعا:«شكل المانيكان اختلف عن زمان.. في الأول كان من الشمع ووقفته كانت مختلفة.. دلوقتي عندنا أنواع مختلفة زي الهوجان.. وبنطور في شكلها زي مانيكان محمد صلاح بنفس شكل جسمه وشعره.. وبالنسبة لمانيكان السيدات بيكون في أنواع شعرها طويل أو قصير.. وبيختلف حجمها من حيث الوزن والطول».