بعد يوم شاق من العمل تتجه إلى سريرك ليلًا لترتاح بضعة ساعات، تنشط جسمك وتريحه قليلا، ولكن قد تجد نفسك غير قادر على النوم حتى لو ذهبت إلى السرير متأخرا، الأمر الذي يصبح مزعجًا خاصة عندما يكون لديك يوم عمل تالي ومهام عديدة يجب أن تنجزها.
تعد هذه الظاهرة عالمية بشكل كبير، حتى أُطلق عليها اسمًا علميًا هو: «تأجيل وقت النوم»، وفقًا للباحثين الذين صاغوا هذه العبارة في دراسة أجريت عام 2014، ونُشرت في مجلة «sleep medicine» فإن مماطلة وقت النوم هي عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت المحدد، في حين لا توجد ظروف خارجية تمنع الشخص من القيام بذلك.
تأجيل وقت النوم.. كيف تعالج هذه الظاهرة؟
لينيل شنيبيرج، عالمة طب النوم في جامعة ييل، قالت في تصريحات نقلتها صحيفة «TIME» إن الأشخاص الذين يعانون من أيام مرهقة ولا يتحكمون كثيرًا في وقتهم هم الأشخاص الأكثر عرضة للمماطلة في النوم.
يقع الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال صغار أو طلاب أو أشخاص لديهم وظائف تتطلب جهدًا إضافيًا ضمن هذه الفئة، موضحة: «من الشائع أيضًا أن يحدث ذلك لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق، والأشخاص الذين يماطلون بالفعل في مجالات أخرى من حياتهم، والأشخاص الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)».
«غالبًا ما نقوم بتأخير النوم لأننا نريد استعادة السيطرة والوقت الذي فقدناه خلال النهار» هكذا أوضحت شنيبيرج.
كيف تؤثر الأجهزة الإلكترونية على النوم؟
ويعتقد الخبراء أن الأجهزة الإلكترونية التي تسبب الإدمان جعلت هذه المشكلة أسوأ بلا حدود، حيث أن التصفح، والتسوق عبر الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، والبرامج التليفزيونية، التي تمنح القليل من المتعة، تكون سببا رئيسيا، بحسب التقرير
هل هناك سبب آخر نبقى مستيقظين لوقت متأخر لأجله؟ يكون البعض خائفا من اليوم التالي، في إحدى الدراسات المنشورة عام 2023 في المجلة البريطانية لعلم النفس الصحي، أجرى الباحثون مقابلات مع الشباب في القوى العاملة حول عاداتهم قبل النوم، وبرز أحد الأسباب على النحو التالي: «كانوا يميلون إلى الشعور بالخوف عند بدء اليوم التالي»، وهو ما أسماه الباحثون «نفور الغد».
إن استخدام شيء يمنحنا جرعة صغيرة من الدوبامين، مثل هواتفنا، يجعلنا نشعر بالخطأ أننا نؤخر ضغوط اليوم التالي، كما تقول شيهان فيشر، عالمة النفس السريري في «نورث وسترن ميديسن»، موضحة: «عندما نؤخر وقت النوم، نعتقد أننا نعطي الأولوية لبعض الوقت الذي نحتاجه بشدة، لكن يجب أن ينظر للنوم أنه حاجة إنسانية أساسية، مهم لذاكرتك، ومزاجك، وصحتك
التقرير كشف طرق استعادة السيطرة على النوم إذا كنت تعاني من أزمة تأخير النوم، وهو ما يستعرضه «» في السطور التالية:
لا تماطل
عندما تتجول بهاتفك أو تشاهد التلفاز في السرير، فإنك تدرب عقلك على التفكير في أن هذا ما يفترض عليك فعله في السرير، ولكن يجب أن تكون القاعدة الأساسية حجز السرير للنوم فقط، خاصة إذا كنت تواجه صعوبة في النوم أثناء الليل.
تجنب النوم في عطلة نهاية الأسبوع
على الرغم من أن إيقاعات الساعة البيولوجية تختلف من شخص لآخر، إلا أن معظم الناس يشعرون بالتحسن عندما يذهبون إلى الفراش حوالي الساعة 11 مساءً ويستيقظون في الساعة 7 صباحًا، إذا كنت بحاجة إلى الالتزام بجدول زمني مبكر أو لاحق، فلا بأس بذلك، طالما أنه يكون ثابتا.
إنشاء روتين مريح قبل النوم
فرصة الحصول على روتين جيد قبل النوم، منها على سبيل المثال ممارسة اليوجا، أو أخذ حمامًا دافئًا، أو شرب كوبًا من الأعشاب.
«يؤثر على الحالة النفسية»، هكذا كشف الدكتور جمال فرويز، أخصائي الصحة النفسية، لـ«»، عن أضرار عدم النوم، مؤكدا أنه يؤثر بشكل كبير على تركيز الإنسان، فضلا عن صحته النفسية.