عشقوا الفن وعشقهم، هاموا في خيالاته وأدمنوا نجاحاته، قرروا أن يتغير موقعهم من متفرجين إلى متحكمين، وألا يكتفوا بالوقوف بالكالوس وأن تكون خشبة المسرح مكانهم، ومناط أحلامهم.
رأوا المستقبل أمامهم فرقصوا فرحا منتظرين أن تتكرر تجارب الكبار معهم، فهذا يرى نفسه مرتديا طربوش نجيب الريحاني، وهذا يضحك كما يضحك بديع خيري، وهذه ترى نفسها «شويكار» في «سيدتي الجميلة»؛ أحلام تراودهم وواقع أمامهم يضحهم على درجة السلم الأولى.
فرقة مسرح كلية الإعلام جامعة القاهرة
على مسرح جامعة القاهرة، وقف هؤلاء الطلاب يجسدون عملا مسرحيا يروي حقائق نالت عاطفة المتفرجين داخل العرض، كل منهم لها قصته وحكايته المختلفة التي انتهت بالتخلص من حياتهم، لتكون مسرحية «3 مقاعد في القطار الأخير» أحد أعمال المهرجان القومي للمسرح المصري.
ياسمين أشرف كانت إحدى بطلات العرض المسرحي، حيث لعبت دور «ياسمين» التي تخلصت من حياتها نتيجة ضغوط أسرية وعاطفية ولعبت الطالبة سلمى نصر شخصية «مريم» التي أنهت حياتها بسبب حالتها النفسية، وعدم السماح لها بالذهاب لطبيب وعدم الاعتراف بالمرض النفسي، والثالثه الطالبة إسراء سامح بشخصية «بسنت» التي تخلصت من حياتها نتيجة لتعرضها للابتزاز الإلكتروني نتيجة الوثوق بشخص ادعى حبه لها.
الهدف من العرض المسرحي
ونجحت الشخصيات الثلاث في تسليط الضوء على المشاكل الشائعة في مجتمعنا وتوعية الأهل بأن المرض النفسي يجب التعامل معه بأهمية، وعدم محاولة تحقيق أحلامهم السابقة من خلال أبنائهم وتدمير أحلام أطفالهم.
بدأت ياسمين أشرف تمثيلها المسرحي منذ سنة ونصف مع فريق مسرح كلية الأداب جامعة القاهرة بدور البطولة لمسرحية (خط 46) ثم انتقلت لفرقة مسرح كلية الإعلام جامعة القاهرة وهناك حصلت على ثاني أدوار البطولة لمسرحيه ثلاثة مقاعد في القطار الأخير، حسب حديثها لـ«».
ترشيح «ياسمين» للدور كان عن طريق المخرج و المؤلف مايكل مجدي بعد تجربتها لعدد من شخصيات المسرحية لتحصد جائزه أفضل ممثلة مركز ثان ولقبت بـ«ذات الرداء الأصفر» ونالت تعليقات إيجابية مبهجة من بعض الفنانين الكبار، على رأسهم الفنان مجدي كامل، والفنان أحمد كمال، والفنان محمد رياض ، والفنان أحمد كمال.
أماني سلامة طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة تقول إنها جسدت أهم أدوار العرض بشخصية «عمة ياسمين الحربوئة» التي أبدعت خلالها بالرغم من أنها كانت أول تجربه تمثيل لها وأول وقوف لها على خشبة المسرح وتم اختيارها من مايكل مجدي بعدما قرأت النص وتجربة عدة أدوار انتهت بإتقانها لتلك الشخصية فاستطاعت كسب حب الجمهور بمصداقية تأديه الدور.
سعادة بالغة شعرت بها «أماني» حين أدركت اقتناع الجمهور بأدائها على مدار العروض المختلفه للمسرحية، حيث قالت خلال تصريحاتها لـ«»: «أحلى تعليق وأكتر تعليق إني برغم إن دي أول وقفه ليا على خشبة المسرح إلا إني كنت واثقة من نفسي وعرفت أقنع كل اللي اتفرج عليا إني فعلا العمة الحربوءة والوحشة».
وتعد تجربه «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير» الثانية للمخرج والمؤلف مايكل مجدي مع فريق مسرح كلية الإعلام جامعة القاهرة، حيث سبقها عرض مسرحي يحمل اسم «الدخان» لعام 2019 ، حيث ذكر لـ«لوطن» أنه استوحى فكرة العرض المسرحي الحالي بسبب كثرة حالات الانتحار في سن صغير نتيجة لتلك المشكلات.
بدأ «مجدي» العمل على تحضيرات المسرحية قبل شهرين ونصف وتم العمل عليها بشكل يومي وواجه العديد من المشكلات والصعوبات التي كانت تعيقه في تحقيق فكرته ومنها مشكله الانتاج فالميزانية كانت محدودة جدا للتحضيرات ولفرقة المسرح وواجه صعوبة في النص لمناقشته لقضية حساسة في المجتمع وصعوبة في زرع الجرأة لدى ممثليه تجاه النص وأمام الجمهور.
الشعور بالسعادة والفرحة
فرحة عارمة مصحوبة بالصدمة انتابت المخرج الطموح بعد حصد العرض المسرحي على مركز أول من مهرجان القاهرة المسرحي للعروض الطويلة إلى جانب حصد 8 جوائز أخرى: «مكنتش متوقع إن العمل يكسب جوائز، وأتمنى يكون ختمها مسك ويكسب جائزه المهرجان القومي للمسرح المصري».
محمد عشري المخرج المسرحي، مدير الفرق الفنية للطفل بالهيئة العامة لقصور الثقافة، أشاد هو الآخر بالعرض، حيث قال عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك»، أن القدر ساقه اليوم إلى صدفة غريبة بحضور عرض مشارك في المهرجان القومي للمسرح بعنوان «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير»، مشيدا بالعرض: «الحقيقة إني كان حظي حلو جدا إني اتفرجت عليه، فيه جمال وطاقة من الممثلين، وكانت لحظات مبهرة قضيتها في العرض، اللي كان معمول بمزاج وروقان».