في يوم من أيام الله المباركة، جلست الأسرة فوق فرش بسيط على أرضية جبل عرفات، أم تسعينية وأبناؤها الأربعة، تآنسوا ببعضهم في رحاب الرحمن، ظهر يوم وقفة عرفة، خلال قضائهم مناسك فريضة الحج هذا العام، في سعادة وحب كبيرين عكسته ملامح وجوههم.
أم وأبناؤها الأربعة في موسم الحج
أخذت الأم مكانها في منتصف الجلسة، على يمينها ولديها وعلى يسارها الولدين الآخرين، ورغم أنهم بلغوا من العمر ما يسمح ليقال عنهم رجال أشداء، إلا أنهم ما يزالوا في كنف والدته، يراعونها ويبرونها، ويأخذون بيدها إلى كل ما هو خير، ويحاولون تحقيق آمالها وكل ما تريد، حتى أن وجودهم في الحج كان تلبية لرغبتها.
يقول ربيع سالم أحد الأبناء، إن الأم هي من جاءت بهم من الأقصر إلى السعودية، لأداء مناسك الحج، ومن شدة خوفهم عليها قرر الأربعة المجيء، حتي يتبادلوا الادوار في رعايتها خلال موسم الحج، ويرافقونها أينما ذهبت، ويحجون لله أيضًا، وفقًا لما نشرته قناة «العربية» السعودية.
يؤكد الابن الأكبر مواليد مركز إسنا بمحافظ الأقصر، أن والدته هي من أمرت بأن يأتوا معها، وهم لا يعصون لها أمرا: «دي ست الكل وحبيبتنا اللي تقوله يمشي، هي اللي جابتنا هنا، ونروح معاها أي حتة، هي تتمنى وتطلب بس، وإحنا علينا ننفذ».
يجلس الأبناء الأربعة وبينهم والدتهم، وأمامهم جبل عرفات، في سكينة وهدوء، وكأنهم لا يحتاجون شيئا آخر من الدنيا، لما لا وهم بذلك أرضوا ربهم وأمهم، لذا ظلوا يمازحونها ويضحكونها ليهونوا عليها حرارة الجو.