وقفت عقولهم عند سن معينة، أجسادهم تنمو بينما أذهانهم لا تحرك ساكنًا، فمنذ بلوغهم سن العاشرة توقف نضجهم العقلي ليعيش 4 أشقاء حياة بائسة، لا يخرجون من باب منزلهم، حتى لا يتعرضون لسيل من السخرية والتنمر وإلقاء المخلفات على أجسادهم.
الـ4 أشقاء هم محمد وأحمد وحسن ومحمود عبدالرحيم، أكبرهم يقترب من سن الـ40 عامًا، وأصغرهم 27 عامًا، توفي والدهم منذ 15 عامًا ولحقت به والدتهم منذ 6 سنوات، يعيشون وهم يعانون من إعاقة ذهنية، تحاول شقيقتهم الوحيدة توفير حياة كريمة لهم، من علاج ورعاية ولكن دون جدوى.
الإعاقة الذهنية.. جسد ناضج وعقل طفل
تحكي نادية عبدالرحيم، شقيقتهم، التي تبلغ من العمر 47 عامًا، مأساة أشقائها الأربعة الذين يعيشون معها في منزلهم بعزبة عبد المنعم رياض، مطار النزهة، بمحافظة الإسكندرية، على الرغم من أنها متزوجة ومعها 4 أطفال: «أنا شغالة ببيع ليمون وخضار، وجوزي قاعد من الشغل، مابيقدرش يشتغل عشان عنده خشونة ودوالي، وكان بياع خضار برضه».
تعود «نادية» أثناء حديثها لـ«» إلى الوراء لسنوات، عندما كان أشقاؤها طبيعيين كغيرهم من الأطفال، ولكن بعد أن وصلوا إلى سن العاشرة، بدأت حياتهم تنقلب رأسًا على عقب، واحدًا وراء الآخر، فكل منهم عندما يقترب أو يتخطى سن العاشرة تبدأ معاناته، ونظرًا لعدم وجود الوعي الكافي بالعلاج الطبي حينها، تركوهم ولم يلتفتوا لمعاناتهم: «كان والدي ووالدتي بيقولوا إن الواد هيبقى كويس، شوية وهيخف ويبقى حلو».
أشقاؤها الأربعة: عايشين ميتين
تصف «نادية» حالة أشقائها قائلة «دول عايشين ميتين» فهم لا يخرجون من البيت إلا في أضيق الحدود، حيث يتعرضون لسيل من السخرية والتنمر من الأطفال وبعض الشباب في الشوارع، مضيفة: «نفسي ياخدوا حقوقهم كاملة، وياخدوا معاش كل شهر عشان أقدر أصرف عليهم، ونفسي يتعالجوا لو في علاج فعلًا ليهم».