صلاة الفجر هي من أكثر الصلوات التي يحرص العبد على المواظبة على أدائها في وقتها، إلا أنّه أحيانًا ما يغلبه النعاس تارة، فيما يغلبه الشيطان تارة أخرى ويلهيه عن أدائها، وقد ورد في فضل صلاة الفجر في جماعة أنّ فيها نور للعبد يوم القيامة، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة».
أفعال أوصى النبي بفعلها وقت الفجر
وبحسب ما ورد عن دار الإفتاء المصرية، هناك أفعال أوصى النبي بفعلها وقت الفجر أهمها الدعاء، فهي من أعظم العبادات التي أوصى الله بها عباده في مواضع كثيرة من القرآن الكريم منها قوله تعالي: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ»، وقوله تعالي «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
وكان الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق للمفتي وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال في مقطع فيديو عبر القناة الأولى الفضائية إنّ دعاء القنوت، من أبرز الأفعال التي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الرفع من الركعة الثانية من صلاة الفجر، مُستشهدًا بالإمام الشافعي الذي قال إنّ القنوت في صلاة الفجر سنة، مستحب، حتى إنّه قال من ترك القنوت في الفجر يسجد سجدتين للسهو.
وقالت دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني إنّ القُنُوتُ في صلاة الفجر سُنَّةٌ نبويّةٌ ماضيةٌ قال بها أكثر السلف الصالح مِن الصحابة والتابعين، إلا أنّ العلماء اختلفوا في مشروعية القنوت في صلاة الفجر في غير النوازل، إلا أنّهم اتفقوا فيما بينهم في النوازل على مشروعية القنوت واستحبابه في صلاة الفجر، وإذا أخذ المسلم بقول مَن قَصَر القنوت على النوازل فقط فليس له أن يُبَدِّع غيره مِمَّن يقنت في الفجر على كلّ حال؛ لأنَّه «لا يُنكَر المختلف فيه»، ولأنه «لا يُنقَض الاجتهاد بالاجتهاد».
قراءة القرآن في الفجر
وقراءة القرآن الكريم في أي وقت له فضل وثواب عظيم، إلا أنّ قراءة القرآن الكريم بوقت الفجر على وجه الخصوص تحظى بفضلٍ عظيمٍ ذكره الله -تعالى- في كتابه، قال -تعالى-: «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا»، إذ يقول الدكتور مجدي عاشور، إنّ القول الراجح في قرآن الفجر، هو القرآن الذي يُقرأ في صلاة الفجر: «سيدنا النبي كان بيطول في القراءة في صلاة الفجر، لأنّ مشهودة يعني تشهده الملائكة، لذا نقرأ ما نشاء من السور ونطول على قدر المستطاع».
الصلاة على أوقاتها
ومن أبرز الأفعال التي أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بفعلها هي الصلاة على أوقاتها، إذ ذكر مجمع البحوث الإسلامية عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أنّه على المسلم أن يكون حريصًا على أداء الصلاة في أوقاتها؛ لقوله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا»، وأن يأخذ المسلم كافة الأسباب التي تجعله مؤديًا للصلاة في وقتها، فإذا أراد أن يصلى الفجر في وقته، فعليه بالنوم مبكرًا مع استحضار النية لأداء هذه الفريضة مستعينًا بمن يوقظه، أو ضابطًا للمنبه على وقتها.
وأضاف «مجمع البحوث» أنّ المسلم إذا سمع أذان صلاة الفجر عليه أن ينهض من فراشه، ويسارع إلى مرضاة ربه؛ لكي يستقبل يومه بالطاعة والجد والاجتهاد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ» متفق عليه.
ذكر الله تعالى
كما حثّت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على المواظبة على ذكر الله تعالى في كل وقت وحين وبخاصة وقت الفجر، وقد ورد في السنة النبوية المطهرة، الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر، لما ورد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؛ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة».