| 4 رسائل كتبتها سعاد حسني بخط يدها.. خاطبت الله وطلبت الهداية والتوفيق

بخفة ودلع تتمايل على ألحان كمال الطويل وكلمات صلاح جاهين، ليتماشى أداؤها الحركي مع تعابير وجهها الساخرة، فيخرج لنا صوتًا عذبًا يردد «الضحك ده مزيكا كهربا على ميكانيكا.. اضحك على الشيكا بيكا»، متغلبة على آلام لا طالما مزّقت جسدها، ظلّت خالدة في أذهاننا حتى بعد رحيلها، وتحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة سعاد حسني الـ80.

مذكرات مكتوبة بخط يد السندريلا سعاد حسني، كشفت عنها نشرتها إحدى الصحف المصرية القديمة عام 2002، وفي مقدّمة هذه المذكرات كتبت السندريلا دعاء إلى ربها تقول فيه: «يا رب ارض عني.. واعف عني.. بارك في خطواتي.. وحقق أمنياتي.. وسامحني إن كنت أخطأت وإن كنت قد أذنبت، وإن كنت قعد أغفلت عنك يومًا أو أحببت نفسي أكثر من غيري أو أخذتني لذة الحياة وجمال الدنيا ونشوة الفؤاد وجمال الحياة بعيدًا عنك، وكن معي دائمًا».

ومضت الفنانة في كتابة خطابات ورسائل إلى الله كان ثانيها الرسالة التي تضمنت النص الآتي: «يا رب.. ألهمني الفعل الإيجابي والإنجاز البصير والرؤية الحسنة والتوفيق والإيجاب والقبول لدى ما توجد عنده مصالحي، يا رب ألهمني فعل الفعل، لا تأجيل أكثر، يا رب ألهمني الثقة بالنفس والعزيمة والإيجابية والمرح المحبب إلى النفس واجعل في وشي القبول للانتهاء من هذه المرحلة الحرجة المقلقة الطويلة، كي أنهي مرحلة التحضير وانتقل إلى مرحلة التنفيذ، واجعل أيامي مبصرة وصائبة وخيرة ومتفائلة ومرحة ومقدامة وواثقة وثابتة!!.. شكر لك يا رب».

رسالة بتاريخ 4 يناير 1993

وفي 4 يناير 1993، بعث سعاد حسني برسالة أخرى إلى ربنا ترجوه أن يُنزل إليها ملائكته في صباح اليوم حتى ترى الطريق الذي تسير عليه واضحًا، فكان نص الرسالة كالتالي: «يا رب أنت عارف عاوزني أبقى إزاي في مهنة التمثيل أو زوجة ساعدني يا رب فيما تختاره لي.. فأنت تعلم أني في حاجة للمساعدة.. من بكرة بإذن الله احتاجك بشدة وأترجاك يا ربي أن ترسل الملائكة غدا في الصباح 5-1-1993 حتى استمر من بعد هذا التاريخ المبارك أن تباركلي فيه وتظل الملائكة معى إلى ما لا نهاية لكي أفتخر بنفسي وأكون كما شئت أنت، وما رسمته لي يتضح أمامي حتى أسير عليه، وأنا عارفة ما هو دوري في الحياة أريد أن أرى بوضوح وأن يكون هناك يقين ومعرفة كاملة لما سوف أسير عليه وأن يكون إيماني بما أفعله قوي وحاسم وقاطع وأن لا تزعزعه الخواطر والأفعال الأخرى وأن تكون أفكاري ثابتة وشكرًا سلفًا».

الرسالة الأخيرة كانت تحتوي على سورة الفاتحة فقط، لتتختم بها السندريلا سعاد حسني رسائلها التي كتبتها بخط يدها إلى الله، وأظهرت هذه الرسائل مدى المعاناة التي تكبدتها السندريلا في حياتها عامة وقبل وفاتها بصفة خاصة عندما أثقل كاهلها مرض عضال حول حياتها إلى جحيم لا يُطاق بينما واجهته بصمود الأبطال وبرصيدها من الإيمان.