«محمود» و«إسلام» و«إبراهيم» و«طارق».. شباب الخير
الطيبة والشهامة والأمانة والجدعنة، صفات عديدة يتسم بها المصريون وتتجلى في أوقات الشدة والأزمات، فتجد من يسخر سيارته مجانًا لخدمة الفقراء والمحتاجين، وآخر يهب نفسه لتقديم الخدمات الطبية لمساعدة المرضى، مواقف عديدة دارت في الآونة الماضية كشفت عن معدن ولاد البلد النقي نستعرضها خلال سياق الموضوع التالي:
«طارق» وهب سيارته لتوصيل غير القادرين مجانًا: لازم نطبطب على بعض
طارق لطفي، من مدينة المنصورة، ترك العمل في مجال المعمار منذ سنوات عدة وعمل سائق سيارة ملاكي، لاحظ في بداية عمله الجديد العديد من المرضى وغير القادرين في حاجة إلى المساعدة ومن يخفف عنهم معاناتهم، لذا قرر أن يهب سيارته مجانًا لهم، ينقلهم أينما أرادوا، دون مقابل.
«دي أخلاقنا الجميلة اللي اتربينا عليها، ولازم كلنا نساعد باللي نقدر عليه ونطبطب على بعض»، قالها «طارق»، صاحب الـ40 عامًا، الذي قرر بعد ذلك توسيع دائرة مساعدته للآخرين من خلال توفير سيارته لزف العرائس غير القادرين، لإدخال البهجة على قلوبهم.
يرى «طارق»، أن مساعدة الآخرين لن يقلل من رزقه وإنما يمنحه بسطة في الرزق والصحة، «في كل مرة ربنا بيعوضني أضعاف اللي بقدمه، وبيكتر من رزقي».
شاب يعيد 6000 جنيه لصاحبها ويرفض المكافأة
موقف استثنائي تعرض له الشاب العشريني إسلام إبراهيم، ابن محافظة الأقصر، عندما وقف ذات مرة في طابور أمام إحدى ماكينات الـATM لسحب أموال، ليتفاجئ بأن الشخص الذي سبقه في إجراء عملية السحب ترك الماكينة، وعندما تقدم إليها خرج مبلغ من المال أدرك أنه يخص الرجل الذي سبقه، فهرول ورائه في الشارع حتى يعيد إليه مستحقاته.
«أنا مكنتش أعرف الفلوس كام، بس لما صاحبهم عدهم لقاهم 6000 جنيه»، وفقًا لـ«إسلام»، ابن الـ22 عامًا، لافتًا إلى أن ما فعله هو التصرف الطبيعي، وأنه تربى على الأمانة وعدم الطمع فيما يمتلكه الآخرون، كما رفض استلام مكافأة من صاحب المال.
«محمود» يخفف آلام المحتاجين: والدي وصاني مكسرش بخاطر المريض
محمود معتمد، صاحب الـ25 عامًا، نموذج آخر مشرق لمحبي الخير تخرج في معهد فني تمريض، وقرر تخصيص قدرا كبيرا من وقته لتقديم خدمات تمريض مجانية للمرضى، من خلال الذهاب إلى منازلهم وتقديم الرعاية الطبية لهم.
«أبويا الله يرحمه عانى كتير مع المرض، ووصاني أني لما أشتغل مكسرش بخاطر بأي مريض»، قالها «محمود» ابن محافظة الشرقية، الذي يعمل في مستشفى للعيون، لافتًا إلى أنه كي يتمكن من الذهاب لغير القادرين من المرضى على وجه السرعة، اشترى دراجة نارية بالتقسيط.
«إبراهيم» صاحب مطعم تعثر في مشروعه.. و«ولاد بلده» جبروا بخاطره
قصة أخرى من أرض الواقع تجسد شهامة المصريين، بطلها مجموعة من الشباب المشرفين على بعض صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قرروا دعم شاب ثلاثيني يدعي إبراهيم كامل، من محافظة القاهرة، افتتح مطعم للمأكولات الشرقية رفقة بعض أصدقائه، وبعد فترة تعثر في مشروعه لقلة الزبائن.
وبعد عرض «إبراهيم» مشكلته على موقع «فيسبوك»، استجاب هؤلاء الشباب سريعًا وبدأوا في الترويج للمطعم على نطاق واسع، ما جعل الزبائن تتزاحم أمام المطعم في اليوم التالي مباشرة.
«فجأة تاني يوم لقيت ناس كتير قدام المطعم، ومبيقناش ملاحقين على الزباين»، قالها «إبراهيم» والفرحة تغمره بفضل أبناء بلده، أصحاب المواقف الرجولية والشهامة.